دفع المقاتلون الاسلاميون بالفي مقاتل الى ساحة المعركة في داغستان في وقت هدد قائدهم العسكري خطاب الاردني الاصل بحرب طويلة الامد مع الروس. وجاء ذلك غداة سقوط العشرات بين قتيل وجريح في مجمع سكني لعائلات الجنود الروس، نتيجة انفجار عبوة ناسفة اتهمت مصادر روسية "ارهابيين" بزرعها. موسكو، محج قلعة - "الحياة" - اف ب - اعلنت وزارة الداخلية الداغستانية ان قرابة الفي مقاتل اسلامي دخلوا الى داغستان صباح امس الاحد قادمين من الشيشان لتعزيز مواقعهم في مواجهة القوات الروسية. وافيد ان القوات القادمة من الشيشان سيطرت على اربع قرى الى الجنوب من مدينة خسافيورت. واذاعت وكالة انباء "انترفاكس" الروسية ان معارك عنيفة تدور الآن في هذه المنطقة القريبة من الحدود الشيشانية الى الغرب من العاصمة الداغستانية محج قلعة. وقالت وزارة الداخلية الروسية انها ارسلت تعزيزات الى المنطقة، فيما استمر القصف الروسي لمواقع الاسلاميين، على بعد 80 كيلومترا الى الجنوب من محج قلعة. حرب طويلة وفي غضون ذلك، هدد القائد الاسلامي خطاب، بحرب طويلة الامد ضد الروس في داغستان، مؤكدا ان قواته "مستعدة للقتال طيلة 30 عاما اذا لزم الامر" لبلوغ هدفها، حسبما نقلت عنه "انترفاكس" امس. وكرر خطاب ردا على اسئلة الصحافيين في منطقة الحدود الجبلية بين الشيشان وداغستان، ان قواته حددت هدفا لها ان "تحرر بالكامل مناطق القوقاز حيث يعيش المسلمون" وذلك "لاقامة دولة واحدة كما حصل في عهد الامام شامل" في القرن التاسع عشر. ونقلت الوكالة عن خطاب قوله ان "المدة التي ستستغرقها الحرب في داغستان ليست النقطة المهمة. اننا قادرون على القتال لمدة 30 عاما اذا لزم الامر حتى يتم القبول بشروطنا". وهدد بالقيام بعمليات انتقامية داخل روسيا، مجددا ما قاله يوم الجمعة الماضي ان "المجاهدين الداغستانيين سيردون في مناطق مختلفة من الاراضي الروسية". ويذكر ان خطاب يتولى مع رئيس الوزراء الشيشاني السابق شامل باساييف قيادة المقاتلين الاسلاميين الذين سيطروا على قرى عدة في جنوب غربي داغستان قبل ان تعلن القوات الروسية انها طردتهم منها في 24 آب اغسطس الماضي بعدما كبدتهم خسائر جسيمة. لكن المقاتلين الاسلاميين سرعان ما اثبتوا وجودهم مجددا في المنطقة. وحول الجيش الروسي هجماته اخيرا في اتجاه بعض القرى وسط داغستان والتي يسيطر عليها اسلاميون متهمون بتلقي الدعم من المقاتلين القادمين من الشيشان. واعلن وزير الداخلية الروسي فلاديمير روشايلو مساء اول من امس ان العمليات ستنتهي الاسبوع الحالي. انفجار وذكرت مصادر حكومية في داغستان ان 71 شخصا قتلوا واصيب 91 بجروح في انفجار عبوة ناسفة اسفر مساء اول من امس عن تدمير مجمع سكني لعائلات عسكريين في مدينة بويناكسك الداغستانية حيث تم ايضا تعطيل عبوة اخرى. وعمل رجال الانقاذ جاهدين من اجل انتشال مزيد من الضحايا من تحت الانقاض. وافادت مصادر اعلامية روسية الروس ان معظم الضحايا من النساء والاطفال. وكان اكثر من 70 عائلة تقيم في شقق المجمع المؤلف من اربع طبقات والذي دمره الانفجار تدميرا شبه كامل. وتولى فريق من المسعفين من وزارة الحالات الطارئة الروسية انتشال الضحايا من تحت الانقاض، تحت اشراف نائب الوزير فاليري فوستريتين. وذكرت "انترفاكس" صباحا ان السلطات القضائية فتحت تحقيقا في ملابسات "العمل الارهابي". وافادت مصادر رسمية في موسكو انه تم صباحا، تعطيل عبوة اخرى مخبأة داخل شاحنة متوقفة قرب بناية في حي آخر من بويناكسك يقيم فيه ايضاً عسكريون وذلك قبل ربع ساعة من موعد انفجارها. واعلنت وكالة "ايتار-تاس" ان العبوة التي تم ابطال مفعولها كانت تعادل نحو 100 كلغ من مادة "تي.ان.تي". ونقلت عن اخصائيين قولهم انه لو انفجرت، لكانت قوتها اكبر بكثير من القنبلة الاولى.