اعتقلت السلطات الايرانية مجدداً امس رجل الاعمال الألماني هلموت هوفر الذي كان القضاء الايراني أطلق سراحه بكفالة شرط عدم مغادرته البلاد، بعد اتهامه بإقامة علاقة غير مشروعة بفتاة ايرانية. وأعلنت وزارة العدل الايرانية في بيان أن هوفر أُعتقل هذه المرة لعلاقاته بجهة أجنبية لم تسمها. وتأتي هذه القضية في وقت تعاني السلطات الايرانية من حساسية زائدة تجاه العواصم الغربية، كان وزير الدفاع الايراني علي شمخاني آخر من عبر عنها باتهامه الغرب بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة. وادلى شمخاني بهذه التصريحات خلال اجتماع مع الملحقين العسكريين الايرانيين في الخارج امس. كما تأتي في وقت لا تزال تفاعلات الاحداث الطلابية تكتسب زخماً، في وقت واصل الاصلاحيون والمحافظون تبادل الانتقادات والتصريحات. وكان آخر تطور في هذا الشأن اتهام وزارة الداخلية الايرانية "انصار حزب الله" بالتسبب بالاضطرابات الطلابية الاخيرة. راجع ص 8. وفي غضون ذلك ، ابلغت مصادر مطلعة "الحياة" امس ان سبب اعتقاله يعود الى اقامته علاقات مع بعض الجهات من أجل تهريبه الى خارج ايران. وأضافت هذه المصادر ان هوفر سيقدم الى المحاكمة في الحادي عشر من الشهر الجاري. وكان القضاء الايراني أصدر حكماً أولياً ضده بالإعدام إلا أنه لم يصادق عليه من جانب ديوان القضاء الأعلى الذي طلب اعادة محاكمته وفق حيثيات جديدة. ولم يستبعد بعض المراقبين السياسيين ان يكون الاجراء الجديد مرتبطاً باعتقال طالب ايراني في المانيا الاسبوع الماضي، اذ وجه الادعاء العام في بون اتهاماً الى حميد خورسند بالتجسس ضد المعارضة الايرانيةالمقيمة هناك، الأمر الذي نفاه الناطق الرسمي باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي، مؤكداً ان لا علاقة للطالب خورسند بأي جهة رسمية أو شبه رسمية ايرانية. وفي برلين اف ب، افاد ناطق باسم وزارة الخارجية ان الحكومة الالمانية لا تملك اي معلومات عن اعتقال هوفر باستثناء ما اوردته وسائل الاعلام الايرانية. واشار الى ان المانيا لم تستطع الحصول على توضيح رسمي من السلطات الايرانية. وقال الناطق ان الخارجية الالمانية تعتبر ان العملية ستتبع مجراها القانوني وان موعد المحاكمة المقبلة لرجل الاعمال التي من المفترض ان تبدأ في 11 الشهر الجاري، لا يزال قائما. وتعيد القضية الى الاذهان التدهور في العلاقات بين البلدين اثر اقدام القضاء الالماني في نيسانابريل 1997 على اتهام السلطات الايرانية بالتحريض على اغتيال معارضين ايرانيين في برلين في 1992، في ما عرف ب "قضية ميكونوس" وهو اسم النادي الليلي الذي قتلوا فيه. وصدرت احكام بالسجن على الايراني كاظم درابي وثلاثة لبنانيين تراوح بين السجن خمس سنوات والمؤبد بتهمة اغتيال هؤلاء المعارضين اكراد. وتطرقت بعض الصحف الالمانية الى احتمال صدور عفو في ايران عن هوفر في حال تم الافراج عن كاظم درابي المحكوم عليه بالسجن المؤبد ولكن طهران وبون نفتا ذلك. وتبادل البلدان اخيرا تصريحات تدل على حسن نيتهما كما دعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر الرئيس الايراني محمد خاتمي الى القيام بزيارة رسمية لالمانيا.