باريس، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اجتمع الرئيس الايراني محمد خاتمي امس مع رجال اعمال فرنسيين وزار ضريح العظماء الفرنسيين البانتيون في باريس في ثاني يوم من زيارته لفرنسا. وفي حين رحبت ادارة الرئيس بيل كلينتون بزيارة خاتمي لفرنسا عبرت عن املها بأن يثير الفرنسيون مع خاتمي المواضيع التي تعتبرها واشنطن "مثيرة للقلق" لا سيما قضية المعتقلين اليهود الايرانيين ال13 المتهمين بالتجسس لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة. وارسلت "رابطة اصحاب الاعمال" ميديف التي تستقبل الزوار الاجانب عادة في مقرها وفداً من 20 مسؤولا لمقابلة خاتمي في بيت الضيافة الرسمي الذي يقيم به بالقرب من قصر الاليزيه مقر اقامة الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ثم توجه خاتمي بعد ذلك وسط حراسة مشددة الى "البانتيون" وهي كنيسة سابقة في الحي اللاتيني دفن فيها عظماء فرنسيون لعبوا دورا في التنوير مثل الفيلسوف جان جاك روسو والكاتب فيكتور هوغو. وذكر وزير الخارجية هوبير فيدرين لراديو "ار.تي.ال." ان الجانب الايراني اكد لفرنسا ان بيانات صدرت في ايران بشأن القضية ادلى بها متشددون ليسوا على دراية كاملة بالقضية. واضاف "محاورونا الايرانيون يقولون لنا انه ستكون هناك ضمانات للمتهمين الذين سيواجهون محاكمة عادية، وأكدوا ان شيئاً لم يتقرر بشأنهم بعد، ومن الخطأ تماما القول ان حكماً صدر عليهم إضافة الى انهم اتهموا بالتجسس مع آخرين". وقال فيدرين الذي اشار في وقت سابق الى ان فرنسا ستبلغ خاتمي بمدى الجدية التي ينظر بها العالم للقضية ان الايرانيين أعلنوا ان اليهود لم يعتقلوا لاسباب دينية وانما هم جزء من شبكة من 40 شخصا من بينهم مسلمون. وكان رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا هنري هاغدنبيرغ صرح أمس بأن الرئيس الايراني محمد خاتمي اكد لرئيس مجلس الشيوخ الفرنسي كريستيان بونسيليه ان عائلات المعتقلين اليهود الايرانيين ال13 المتهمين بالتجسس لمصلحة اسرائيل والولايات المتحدة، ستتمكن من زيارتهم في السجن. واضاف المصدر ان خاتمي اكد لبونسيليه ايضا ان المتهمين سيحظون ب "معاملة عادلة". كما اعربت "الجمعية العالمية لرجال القانون اليهود" أمس عن "قلقها الشديد" حيال مصير اليهود الايرانيين ال13، وطالبت في بيان لها بأن يحصل المتهمون على "محاكمة عادلة يحضرها مراقبون مستقلون ومن اعلى سلطة معنوية عالمية". وتأمل باريس في تحسين العلاقات السياسية والاقتصادية مع ايران التي اصبحت اكثر انفتاحا على العالم الخارجي بعد تولي خاتمي الرئاسة. وفي الوقت الذي تسعى فيه طهران لاجراء المزيد من الاتصالات مع الغرب ترى فرنسا التي استضافت الزعيم الايراني الراحل آية الله روح الله الخميني قبل قيادته الثورة الاسلامية ان هناك ما تغنمه من هذه الاتصالات. فايران التي منحت اسواق النفط والغاز لشركتي "توتال فينا" و"الف" الفرنسيتين هي سوق رئيسية محتملة للصناعات الفرنسية ولمصدري القمح. رحبت ادارة الرئيس بيل كلينتون بزيارة الرئيس الايراني محمد خاتمي لفرنسا واعتبرت انها تعكس "اهتمام ايران بالعودة الى مجموعة الأمم وان تصبح عضواً مسؤولاً في المجموعة الدولية". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن انه على رغم ذلك فان طهران لا تزال "تعتمد سياسات لا نوافق عليها" ومنها "دعم المجموعات الارهابية الساعية الى تقويض عملية السلام وتطوير اسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ". بالاضافة الى عزم ايران على محاكمة 13 يهودياً ايرانياً بتهمة التجسس لحساب اسرائيل والولايات المتحدة. واضاف ان واشنطن تأمل بأن تثير فرنسا هذه المواضيع بشكل جدي مع الرئيس خاتمي.