نال مؤيدو النهج السلمي في التنظيمات المصرية الاصولية المتشددة دعماً قوياً بعدما أعلن احد أبرز مؤسسي تنظيم "الجهاد" تأييده لهم ، مناشدا زملاءه إتباع النهج نفسه. وأعلن نبيل محمد المغربي الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 50 سنة أمس أن موقفه الجديد "استند إلى منطق شرعي". وقال في بيان سلمه إلى محاميه سعد حسب الله الذي زاره في سجن طرة أمس: "من منطلق شرعي واضح وعن قناعة تامة ولمصلحة الإسلام والمسلمين أؤيد مبادرة وقف العمليات العسكرية التي اطلقها في تموز يوليو 1997 القادة التاريخيون للجماعة الاسلامية، كذلك النداء الذي وجهه أخيراً الأخ اسامة صديق علي أيوب". وناشد المغربي "كل الأخوة في كل مكان إعلان تأييدهم للمبادرتين حتى يعم الأمن في البلاد لمصلحة الإسلام والمسلمين". وكانت مبادرة "الجماعة الاسلامية" أفضت إلى قرار اصدره "مجلس شورى التنظيم" في آذار مارس العام الماضي قضى بوقف شامل للعمليات العسكرية داخل مصر وخارجها، في حين لقي نداء صديق الذي يعد واحداً من قادة الاصوليين المحسوبين على تنظيم "الجهاد" استجابة من زملاء له. لكن الموقف الجديد للمغربي يعد تطوراً مهماً، اذ يحظى بمكانة متميزة بين عناصر "الجهاد" نظرا الى أنه شارك في تأسيس التنظيم في بداية السبعينات مع المهندس محمد عبدالسلام فرج الذي أعدم في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات، وكان المغربي تولى تدريب عناصر التنظيم على استخدام الاسلحة والمتفجرات واساليب حرب العصابات، والقت السلطات القبض عليه في آب اغسطس 1981 بعدما اكتشفت علاقته بالضابط السابق عبود الزمر. ورغم أن التحقيقات عقب اغتيال السادات اثبتت أن المغربي كان على علم بمخطط الاغتيال إلا أنه لم يدل بأي معلومات عن العملية. وحوكم في القضية وصدر ضده حكم بالاشغال الشاقة المؤبدة 25 سنة وظل المغربي محسوباً على تيار المتشددين الاصوليين لسنوات حتى أن السلطات وضعت اسمه على رأس لائحة الاتهام في قضية "محاولة إحياء تنظيم الجهاد" العام 1995 وصدر في حقه حكم آخر بالمؤبد. وكان 53 من عناصر التنظيم نفسه أعلنوا الاسبوع الماضي تأييدهم قرار صديق المقيم حالياً في المانيا. من جهة أخرى تواصلت حملة الشرطة المصرية ضد عناصر "الإخوان المسلمين" ودهمت قوات الأمن أمس منزل اثنين من أعضاء الجماعة في منطقة مدينة نصر شرق القاهرة وألقت القبض عليهما ثم احالتهما على نيابة أمن الدولة التي اخضعتهما للتحقيق. وابلغ المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود "الحياة" أن المهندسين اسامة أحمد ابو شادي واسامة محمد ممتاز واجها التهم نفسها التي اعتادت السلطات توجيهها إلى عناصر "الإخوان"، وبينها: "الانضمام إلى تنظيم سري يهدف الى قلب نظام الحكم وحيازة مطبوعات تحوي عبارات للحض على كراهية نظام الحكم وازدرائه"، مشيراً الى أن النيابة رفضت طلباً قدمه لإطلاق موكليه.