أعلن قيادي بارز في تنظيم "الجهاد" معتقل منذ ثماني سنوات في أحد السجون المصرية تأييده لنداء سلمي أطلقه في بداية الشهر الجاري اصولي مصري لاجئ في المانيا فار من حكمين غيابيين بالأشغال الشاقة المؤبدة، والسجن لمدة 15 عاماً. ودعا النداء عناصر التنظيم إلى وقف العمليات العسكرية داخل مصر وخارجها، وتوجيه جهود الحركات الإسلامية للعمل من اجل تحرير القدسالمحتلة. ونقل محامي التنظيم في مصر السيد سعد حسب الله عن أمير "تنظيم الجهاد" في محافظة بني سويف شمال الصعيد أحمد يوسف حمد الله قوله إن النداء "يصب في مصلحة الإسلام"، وأوضح حسب الله أنه زار موكله في سجن "وادي النطرون" الذي يقع في قلب الصحراء الغربية المصرية أمس، وان حمد الله رحب بالنداء الذي اطلقه اسامة صديق علي أيوب من مقر اقامته في المانيا وأعلن تأييده له. وقال المحامي ل"الحياة": إن "حمد الله دعا كل عناصر التنظيم الى الاستجابة للنداء السلمي". ويعاني التنظيم تفاعلات منذ الإعلان عن تخلي زعيمه الدكتور أيمن الظواهري، الذي يعيش مع اسامة بن لادن في افغانستان، عن موقعه ليحل محله قائد آخر لم يعلن عن اسمه بعد. واعتبرت دعوة أيوب بداية لظهور تيار يسعى نحو تغيير استراتيجية التنظيم. وأكد حسب الله أن ثقل حمد الله بين عناصر التنظيم "سيدفع بالنداء الذي وجهه ايوب نحو مزيد من القبول بين عناصر الجماعة"، مشيراً الى أن حمد الله "يعد أمير التنظيم في بني سويف ومعتقل على ذمة قانون الطوارئ منذ العام 1992 لكون السلطات تعتقد أنه واحد من أخطر منظري الحركة الجهادية ممن تقوم أفكارهم على تحبيذ استخدام العنف وسيلة للتعبير". واتهم حمد الله في العام 1981 في قضية اغتيال الرئيس السابق أنور السادات وصدر ضده حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات قضاها في سجن طرة واعتقل بعدها مرات عدة. ولعب حمد الله دوراً في تأسيس قاعدة مهمة للتنظيم في بني سويف عن طريق الخطب التي كان يلقيها في مسجد الشادر في المحافظة، وتسبب قيام نائبه مجدي كمال مع آخرين من عناصر التنظيم في العام 1989 باغتيال أحد المنشقين عن الجماعة ويدعى حسام البطوطي في قيام أجهزة الأمن باعتقال حمد الله على رغم أن عملية الاغتيال تمت من دون علمه بعدما اعتبرت وجوده طليقاً "يمثل خطورة بالغة على الأمن في البلاد". وأكد المحامي حسب الله أنه لاحظ تأييداً واسعاً لدعوة أيوب داخل سجن وادي النطرون الذي يضم نحو ثلاثة آلاف معتقل من الاسلاميين، واعتبر ان تأييد حمد الله للنداء "يمثل تحولاً مهماً في افكار من ظلوا لسنوات طويلة يرفعون شعار الصدام مع الحكومة". وتوقع حسب الله أن تشهد الأيام المقبلة تأييداً جديداً لدعوة أيوب من عناصر وقادة آخرين في التنظيم، ولفت الى أن كون أيوب يعيش طليقاً كلاجئ سياسي في المانيا "أعطى نداءه صدقية ونفى عنه وقوعه تحت ضغوط أجبرته على الإقدام على تصرفه". إلى ذلك وافق وزير الداخلية المصري السيد حبيب العادلي على التماس قدمه قيادي بارز في جماعة "الإخوان المسلمين" يقضي فترة عقوبة أمرت بها محكمة عسكرية بالسجن لمدة خمس سنوات لزيارة والده المريض في أحد المستشفيات. واصطحبت قوة من الشرطة أمس محمد خيرت الشاطر الى المستشفى ثم أعادته الى السجن.