صنعاء، عدن - أ ب، ا ف ب - تظاهر اكثر من مئتين من المثقفين اليمنيين امس ضد محاكمة رئيس تحرير صحيفة أُتهم بالتجديف لنشر حلقات من رواية قديمة. واعتصم المتظاهرون، ومعظمهم من الصحافيين والكتاب والمحامين، امام مقر نقابة الصحافة اليمنية ووزعوا بياناً يؤيد سمير اليوسفي رئيس تحرير صحيفة "الثقافية" الاسبوعية، الذي بدأ اعادة نشر رواية "صنعاء مدينة مفتوحة" لمحمد عبدالولي في نيسان ابريل الماضي. ويعتبر الولي، الذي توفي في 1973 من كبار الكتاب اليمنيين، الا ان الحلقة الأخيرة من الرواية احتوت مادة اعتبرت مسيئة الى الاسلام. واطلق رجال دين في حزيران يونيو الماضي حملة ضد اليوسفي، واتهموه بنشر الإلحاد. وأُعتبر اليوسفي "كافراً" من قبل محمد اليدومي الأمين العام لحزب تجمع الاصلاح، وكذلك خطباء في المساجد. وأمر الرئيس علي عبدالله صالح وزارة الاعلام بالتحقيق في القضية، ووجه مدعون الاتهام الى اليوسفي الذي القى كلمة في الحشد امس، قائلاً انه لم يقصد الإساء الى احد. وأضاف: "لا اعتقد ان الرواية تؤذي الاسلام. لو اعتقدت ان الأمر هكذا لما نشرتها في حلقات". واعتبر المشاركون في التجمع الاحتجاجي، في بيانهم ان الحملة ضد اليوسفي هي من اشكال "الارهاب الفكري"، وأعلنوا انهم سيتظاهرون يومياً امام مقر نقابة الصحافة الى ان يتم وقف الحملة على اليوسفي. وكان عشرات من الاسلاميين حاولوا الاعتداء على محامي اليوسفي قبل ان تتدخل الشرطة خلال جلسة افتتاح المحاكمة أول من امس، التي يحضرها اليوسفي، واطلقت هتافات ضد المحامين خارج المحكمة ووصفوا بالمرتدين. على صعيد اخر، أفاد شهود ان مئات من عمال شركة النقل البري في اليمن وموظفيها تظاهروا أمس في جنوب البلاد للمطالبة بزيادة رواتبهم. وقطع المتظاهرون شوارع وساحات رئيسية في بعض مدن محافظة عدن ومناطق أخرى في الجنوب، بواسطة شاحنات وباصات تابعة للشركة التي يملكها القطاع العام. وقال مصدر في نقابة عمال النقل البري إن هؤلاء "يطالبون بحقوقهم ورواتبهم التي لم يتسلموها منذ سنة تقريبا". وانفضت التظاهرة التي واكبها انتشار أمني كثيف من دون حوادث.