تواصلت امس التظاهرات المناهضة للحكم في مدن يمنية عدة، واستمرت في المقابل التظاهرات المؤيدة له، في وقت اعتقلت قوات الأمن عدداً من المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي صالح الذي يتولى الرئاسة منذ 32 عاما، وفقاً لمصادر حقوقية وشهود. وكان آلاف اليمنيين تظاهروا أمس في صنعاء للمطالبة بتغييرات ديموقراطية وبرحيل الرئيس، بعدما تجمع المئات من الطلاب في حرم جامعة صنعاء قبل أن ينضم إليهم وفد كبير من نقابة المحامين، وسط تدابير أمنية مشددة، ليتوجه الجميع في مسيرة موحدة في اتجاه ميدان التحرير بوسط العاصمة، حيث يخيم آلاف من مناصري حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم. وقالت مصادر المعارضة اليمنية إن عشرات الموالين للنظام ممن يطلق عليهم «البلطجية»، هاجموا بالهراوات والسلاح الأبيض (الجنابي) والحجارة والزجاجات الفارغة مسيرة سلمية نظمتها نقابة المحامين وطلاب وجامعة صنعاء، ما ادى الى اصابة خمسة اشخاص بجروح. وقال متظاهرون، وبينهم محامون، إن قوات الأمن لم تتدخل لمنع الاعتداء عليهم، برغم تواجد العشرات من الجنود الذين وقفوا متفرجين بدون أن يفضوا الاعتداءات، فيما ذكرت مصادر حقوقية وطلابية يمنية ان قوات الأمن اعتقلت سبعة من الطلاب. وفي مدينة تعز جنوب العاصمة صنعاء، وقعت اشتباكات بالأيدي وتراشق بالحجارة بين المئات من المتظاهرين المناهضين للحكومة وبين آخرين من أنصار الحزب الحاكم. وقال شهود ان الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء لفض الاشتباك، لكنها لم تتمكن من ذلك، كما لم تتمكن من السيطرة على الحشود في هذه المدينة الصناعية. وذكرت مصادر محلية ان 12 شخصا اصيبوا بجروح. وفي سياق آخر، تظاهرت عائلات معتقلين في سجون الأمن السياسي «الاستخبارات»، في صنعاء وعدن للمطالبة بإطلاق ذويهم المحتجزين على ذمة «الإرهاب». وطالب المحتجون في بيان بإطلاق سراح ذويهم الذين قالوا انهم «محتجزون بشكل تعسفي بعد اعتقالهم بطريقة تخالف كل الشرائع والقوانين، وتعرضوا لانتهاكات صارخة لحقوقهم كآدميين، وأُخفوا قسرياً لفترات متفاوتة، وينكر وجودهم على عائلاتهم ويحرمون من أبسط الحقوق». وقالت العائلات إن قوات الأمن تعتقل عدداً من أبنائها كرهائن على ذمة أشخاص آخرين مطلوبين للاشتباه بعلاقتهم بتنظيم «القاعدة». ومن جهة ثانية، أكد الإمام اليمني - الأميركي المتشدد أنور العولقي، في تسجيل صوتي على الإنترنت، دعمه للصحافي المحتجز في سجن الأمن السياسي عبد الإله حيدر شائع، داعياً قبيلته واليمنيين إلى نصرته. وكانت توجيهات رئاسية صدرت قبل أيام تقضي بالإفراج عن الصحافي شائع المعتقل منذ نحو 6 أشهر، بعد إدانته بتقديم الدعم الإعلامي لتنظيم «القاعدة» والحكم عليه بالسجن 5 سنوات، غير أنه لا يزال في السجن، في الوقت الذي اتهمت منظمة «هود» اليمنية غير الحكومية الرئيس الأميركي باراك أوباما بمنع اطلاقه.