ازالة الخروق الاسرائيلية واعادة اعمار الجنوب يشغلان الاوساط اللبنانية والعربية والدولية، في وقت انتقد رئىس المجلس النيابي نبيه بري "البطء والارتجال والارباك" في اداء الحكومة حيال المناطق المحررة. بيروت، القاهرة، دبي - "الحياة" - غادر الموفد الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن بيروت ظهر أمس الى الناقورة، في مروحية تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان. واجتمع هناك مع قيادة قوات الطوارئ ثم توجه براً الى اسرائيل. ويرجح أن يلتقي لارسن اليوم عدداً من المسؤولين الاسرائيليين في اطار ملاحقته لتصحيح الانتهاكات الاسرائيلية للحدود اللبنانية، على ان يعود الى بيروت الخميس المقبل للقاء كبار المسؤولين اللبنانيين. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان لارسن يحمل اسرائيل مسؤولية الخروق خصوصاً في ضوء معلومات متوافرة لدى قيادة قوات الطوارئ ان الجيش الاسرائيلي يعاود ليلاً التقدم الى بعض المواقع داخل الأراضي اللبنانية بعدما كانت الأممالمتحدة اتفقت مع قيادته على ضرورة التخلي عنها، لأنها تشكل خرقاً واضحاً ل"الخط الأزرق" الذي رسمته. وأوضحت المصادر ان لارسن سيتابع من بيروت اتصالاته تحضيراً لعقد أول اجتماع لممثلي الدول المانحة في العاصمة اللبنانية قبل نهاية الشهر الجاري. وكان لارسن أطلع رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري على جهوده. والتقى الحريري مساء أمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره الخاص في عين التينة وبحث معه في مجمل التطورات على الساحة اللبنانية، واجتمع ليلاً مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. وفي المواقف، قال النائب علي حسن خليل في كلمة ألقاها باسم الرئىس بري، في احتفال اقيم في بلدة يحمر الشقيف: "اننا نضع علامات استفهام كبرى على سياسة الحكومة المرتجلة في اطلاق مشروع تنمية للقرى المحررة حديثاً في الجنوب يستطيع ان يلبي حاجات الناس الذين افتقدوا هذا الأمر عشرات السنين". واضاف: "هناك لجنة خماسية شكلت واجتمعت، لكنها لم تستكمل حتى المشروع قبل دراسته" وقال: "الناس لا يستطيعون ان يتحملوا اكثر، بعد 22 عاماً من الاحتلال، آمنوا بالدولة وما زالوا، ولكن علينا جميعاً ان نعمل من اجل تعزيز هذا الايمان". واشار الى ان "الحكومة وفي سياستها البطيئة والمربكة تحاول ان تتجاوز حق الناس في التعويضات للقرى وللذين هدمت بيوتهم". ودعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالأمير قبلان، الى جر مياه الليطاني الى القرى المحيطة به"، معتبراً "اننا نسمع الوعود ولا نصل الى المطلوب". وشدد "حزب الله" أمس على "ضرورة بقاء لبنان متماسكاً حيال التعديات الصهيونية على الحدود الدولية"، وأكد النائب عبدالله قصير باسمه، أن "المقاومة ستبقى الى جانب الجيش اللبناني درعاً واقية لأهلنا الأعزاء". وقال مسؤول منطقة الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق، في ذكرى أربعين المقاوم الشيخ أحمد حمد يحيى "إن عزيمة المجاهدين وصمودهم وتضحيات شعبنا كانت السبب في تحقيق الانتصار على العدو الصهيوني"، وشدد على "بقاء الجهوزية لدى شعبنا لمواجهة الخطر المتمثل بالكيان الصهيوني ومؤامراته". ورأى عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ خضر نورالدين في ذكرى أربعين المقاوم المهندس نزار علي صالح "أن الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة الإسلامية على العدو الصهيوني سيكون له آثار وتداعيات غير عادية في العالم العربي والإسلامي". ودعا العرب والمسلمين الى "مساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الصهيوني". الى ذلك، بدأت بعثة خبراء منظمة العمل العربية مهمة عمل في المناطق الجنوبية المحررة تنفيذاً لقرار المدير العام لمنظمة العمل العربية ابراهيم القويدر، المتعلق بدراسة انعكاسات الاحتلال الاسرائىلي على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والاطلاع على الاحتياجات الفعلية وأوضاع سوق العمل، واعداد دراسة عن امكان تقديم العون والمساعدة الفنية والتقنية. وسيلتقي الخبراء خلال زيارتهم عدداً من المسؤولين اللبنانيين وفي مقدمهم رئيس الوزراء سليم الحص وكذلك وزيري العمل ميشال موسى والاقتصاد ناصر السعيدي. وتنظم "جمعية الامارات لهوايات الشباب" ممن تعدوا الرابعة عشرة زيارة للجنوباللبناني، تبدأ في الخامس من آب اغسطس المقبل، وتستمر الى العاشر منه، "في اطار تأكيد مشاركة الشباب الاماراتي في فرحة التحرير وعودة الجنوب الى لبنان". وتأتي الزيارة التي تشمل جولات ميدانية وسياحية لمواقع لبنانية خصوصاً في الجنوب، لتكون اول رحلة شبابية خليجية الى هذه المنطقة بعد التحرير، وتهدف الى "ابراز روح التضامن العربي والتمسك بالمكتسبات والحقوق والعدالة، والترابط بين شباب الامارات والشباب اللبناني". على صعيد آخر، فجرت وحدات من الجيش اللبناني ألغاماً امس على طريق حيطورة - جباع تمهيداً لاعادة فتح الطريق التي تربط منطقة جزين بقضاء النبطية. وادى انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الاحتلال الاسرائىلي امس الى بتر يد المواطن محمد ابراهيم 30 عاماً من قرية لبايا في البقاع الغربي. واصيب الفتى الفلسطيني سامر ياسين بجروح في رأسه بعد ظهر امس، إثر تعرضه للرشق بالحجارة من جنود اسرائيليين قرب بوابة فاطمة في بلدة كفركلا على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.