} مزيد من برقيات التهنئة بتحرير الجنوب والبقاع الغربي الى المسؤولين اللبنانيين. ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يعتبر ان التحرير لم يكتمل من دون عودة مزارع شبعا، ويتوقع استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية قريباً. ورئيس الحكومة سليم الحص يؤكد زيادة عديد قوى الأمن الداخلي في المناطق المحررة لتعزيز حضور الدولة... هذا في اختصار صورة المواقف الرسمية أمس. تلقى رئيس الجمهورية اميل لحود رسالة من نظيره التونسي زين العابدين بن علي يهنئه فيها "بالانتصار على العدو الاسرائيلي"، وينوه "بصمود الشعب اللبناني ومقاومته الشجاعة"، ويؤكد "تضامن تونس مع لبنان لحمل اسرائيل على الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي والانصياع للشرعية الدولية والانسحاب الكامل من لبنان". نقل الرسالة وزير الشؤون الاجتماعية التونسي الشاذلي النافاتي الذي حمله لحود شكره لبن علي مساندته الموقف اللبناني، مثمناً محبته للبنان وشعبه. كذلك نقل نافاتي الى رئيس الحكومة سليم الحص تحيات بن علي وتهنئته له "بالعيد الذي يعيشه لبنان والأمة العربية بخروج المحتل". وفي حديث اذاعي، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه "فوجئ بعدم اعتناء الدوائر اللبنانية المختصة بخرائط لبنان كأن مساحته أكبر من مساحة روسيا أو الجزائر أو كندا أو حتى السودان". وأضاف ان "مزارع شبعا لبنانية بمقدار ما هي بيروت أو صيدا لبنانية، وستعود الى لبنان. ولا أعتبر ان بدر التحرير يكتمل من دونها". وأكد "أهمية التعاون والتنسيق مع حزب الله". وقال "إن هذا التضامن فرضته المقاومة في شكل دائم"، مشيراً الى "ان الانتخابات المقبلة هي احدى المحطات المهمة وان التعاون بين حركة أمل وحزب الله سيكون كما كان عامي 1992 و1996". وكشف "ان التحالف هذا العام لن يقتصر على الجنوب والبقاع بل سيشمل كل لبنان، ليعطي أولى ثمار انتصار المقاومة". وعن المشاريع المنوي تنفيذها في الجنوب وإعادة الاعمار، قال: "لا يزال حتى الآن إرباك وتقصير من السلطة اللبنانية، ويا للأسف، وكان يجب وضع مشاريع في كل المجالات بدءاً بمشروع الليطاني، الذي يعتبر تنفيذه، بمساعدة اماراتية وكويتية، آخر مهمات التحرير، اذ ثمة عوائق اسرائيلية كانت دائماً تقف ضد تنفيذه، لإيهام العالم ان في لبنان مياهاً تذهب اهداراً في البحر بينما يجب ان يكون الموضوع المائي اقليمياً لتحصل على حصة منه". ونفى بري ان يكون لديه تصور في شأن مستقبل عناصر المقاومة، مذكراً بأن "دور المقاومة لم ينته بعد وان ما حصل ليس سلاماً في الجنوب بل انهزام اسرائيلي". وتوقع استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية "قريباً، لأن البشائر اخذت بالظهور". وقال "ان استئناف المفاوضات سيكون احد اهم نتاجات التحرير لأن الكثيرين كانوا يعتقدون ان انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان سيفقد سورية احدى اهم اوراقها التفاوضية، والحقيقة ان الورقة السورية في المفاوضات باتت اكثر متانة وصرامة حيال اسرائيل". وأكد الرئيس الحص ان "الدولة في صدد تعزيز قوى الأمن الداخلي في المناطق المحررة ليصبح عديدها نحو ألف عنصر اضافة الى عناصر من الأمن العام وأمن الدولة بحسب الحاجة، من اجل تعزيز حضور الدولة هناك وتوطيد سلطة القانون". وأشار الى ان الحكومة "تولي المناطق المحررة اهمية قصوى وان كل الوزارات المعنية مستنفرة لذلك، وستقوم بكل ما في وسعها لإزالة آثار الاحتلال وتمكين المواطنين من استئناف حياتهم الطبيعية في كل المرافق والمجالات". وقال أمام وفد من أهالي بلدة سجد في قضاء جزين "ان ما سمعناه منكم عن تهديم بلدتكم دليل جديد الى همجية اسرائيل وحقدها على اللبنانيين"، مشيراً الى ان "الحكومة ستولي مطالبكم الاهتمام الذي تستحقه". وأمل "بأن تتمكن الاجهزة الأمنية من ان تقوم بواجباتها حيالكم ونحو بقية المواطنين في المناطق المحررة في أقصى سرعة". ونسبت مصادر رسمية لبنانية الى الرئيس الحص ان المواضيع المختلف عليها بين الأممالمتحدةولبنان في شأن تحديد خط الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب لن تؤدي الى أي اصطدام مع الأممالمتحدة ولن تجر الى أزمة معها. وقالت هذه المصادر ل "الحياة" إن الحص أكد ان "ليست لدى لبنان أية نية لأن يخالف الشرعية الدولية، فنحن دولة صغيرة وسلاحنا الرئيسي هو الشرعية الدولية". وأضاف "هناك اشكالات بيننا وبين فريق الأممالمتحدة الذي يعمل على تحديد خط الانسحاب نعمل على تذليلها ومعالجتها والمهم ان نستمر في ذلك، بأن تتفهمنا الأممالمتحدة والفريق الذي يمثلها الآن في بيروت، وأن نتفهم نحن وجهة نظرها. ولكن لن نصطدم مع المنظمة الدولية حتى إذا كنا لا نقتنع بوجهة نظرها، أو اذا لم تأخذ هي بوجهة نظرنا. قد نختلف مع ممثلي المنظمة الدولية على بعض الأمور، لكننا نتفق في أمور أخرى ونبني التعاون على هذا الأساس". وجاء كلام الحص هذا أثناء لقاءات له مع عدد من زواره تعليقاً على الأنباء التي تناولت اختلاف الجانبين على بعض النقاط في خط الانسحاب الاسرائيلي الذي رسمته الأممالمتحدة، استناداً الى الخرائط التي لديها، والتي اعتبر لبنان ان الجانب الاسرائيلي خرقها النقاط بأعماق مختلفة على مر السنين ووضع السياج الشائك ضمن الأراضي اللبنانية. وتوقع مندوب لبنان لدى الأممالمتحدة السفير سليم تدمري ان ينجح لارسن في لبنان وينتهي من مهمته التي تنحصر في التثبت من الانسحاب الاسرائيلي في وقت قريب جداً. وأكد "أن لبنان يعد ملفاً كاملاً ومرفقاً بصور عن الاضرار التي تسبب بها الاحتلال الاسرائيلي للبنان تمهيداً للمطالبة بتعويضات عنها".