نفى رئيس "مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية" الدكتور سعد الدين ابراهيم ان يكون طلب تدخل الحكومة الاميركية للعمل على اطلاقه او وقف التحقيقات معه، لكنه رحب بكل الجهود التي تبذلها منظمات وجهات عدة لتحقيق ذلك، ووصف الاجراءات التي اتخذت ضده بأنها "تصفية حسابات من جانب الشرطة وبعض الصحف"، مؤكداً انه "ليس لديه ما يخيفه او يخفيه". وكان ثلاثة من افراد عائلة ابراهيم زاروه امس في سجن طرة، وهم زوجته الدكتورة باربرا ابراهيم وابنته المحامية رندة ابراهيم وشقيقه المهندس احمد ابراهيم. ونقلت السيدة رندة عن والدها الى "الحياة" قوله: "لم يكن لدي ابداً ما اخفيه، منذ تأسيس مركز ابن خلدون العام 1988 ونحن نمارس نشاطاً من خلاله بصورة علنية وامام الجميع"، وابدى تفاؤله ب "ان تدرك الجهات التي تقف وراء الحملة الاخيرة حجم الخطأ الذي ارتكب وتسارع الى تصحيحه". وفسر الانباء عن تجاوزات وانحرافات مالية ضده بأنها "محاولات لتصويره بأنه مجرم وعضو في المافيا ورئيس عصابة وليس اكاديمياً ومفكراً واستاذاً جامعياً، وذلك بهدف إفقاده المصداقية في حال معاودته اجراء ابحاث او تقارير عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية في مصر". وكانت السلطات المصرية القت في بداية الشهر الماضي القبض على ابراهيم وسكرتيرته السودانية الجنسية نادية عبدالنور، وصادرت كميات كبيرة من الاوراق والمستندات من منزليهما وكذلك من مقر المركز، ثم احالتهما على نيابة امن الدولة التي قررت حبسهما لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق. وفي وقت لاحق اخضعت النيابة عدداً آخر من الباحثين والعاملين في المركز للتحقيق وقررت احتجاز نحو ثمانية منهم احتياطياً. واكدت السيدة رندة ابراهيم ان والدها "يتمتع بصحة جيدة ولا يؤرقه سوى ارتفاع درجة الحرارة"، وذكرت انه يعتقد ان الحملة ضده سببها موقفه من أحداث الكُشح الاولى التي وقعت العام 1998، والثانية التي وقعت بداية العام الجاري والابحاث والتقارير التي أصدرها المركز حول قضية الأقباط، وكذلك اعتزامه العمل على مراقبة الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل خصوصاً بعدما انتهى تقرير اعده "مركز ابن خلدون" حول نتائج الانتخابات التي جرت العام 1995 الى حدوث تجاوزات شديدة فيها" بعدما رأى ان السلطات "أرادت تهيئة الاجواء قبل الانتخابات المقبلة". وبالنسبة الى الضغوط الاميركية على الحكومة المصرية، أكد انه لم يطلب من اي مسؤول اميركي التدخل لإطلاقه، كما لم يتعامل مع اي جهة داخل مصر طوال السنوات الماضية باعتباره اميركياً، مشيراً الى ان مسألة الجنسية الاميركية التي يحملها اضافة الى جنسيته الاصلية لم يكن إلا المقربون منه يعلمون بها لأنه لم يلجأ الى استخدامها يوماً في تعامله مع الآخرين، لكن ابراهيم رحب بمواقف كل الجهات التي سعت الى إطلاقه.