يتوقع ان يكون رئيس محكمة استئناف القاهرة المستشار وحيد محمود اصدر قراراً يحدد فيه موعد مباشرة النظر في قضية متهم فيها رئيس "مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية" الدكتور سعد الدين ابراهيم و27 من معاونيه، وكذلك تشكيل هيئة محكمة امن الدولة العليا التي سيمثل المتهمون امامها. وسيعقد ابراهيم مؤتمراً صحافياً مساء غد الاثنين في منزله يتوقع ان يعلن خلاله موقفاً نهائياً من قضية مراقبة الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها الشهر المقبل. في غضون ذلك، واصلت الصحف المصرية هجومها ضد رئيس "مركز ابن خلدون" والمنظمات الحقوقية التي أعلنت مساندتها قضيته والتي وصفها رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" السيد ابراهيم سعدة أمس بأنها "جمعيات حماية النصابين". وابرزت تلك الصحف خبر انسحاب المحامي فريد الديب من مواصلة الدفاع عن ابراهيم. وكانت السلطات المصرية ألقت القبض على رئيس "مركز ابن خلدون" وسكرتيرته السودانية الجنسية نادية عبدالنور مطلع تموز يوليو الماضي واحالتهما على نيابة أمن الدولة التي قررت حبسهما لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيق بعدما وجهت لهما تهماً عدة بينها "تلقي أموال من جهات أجنبية مقابل تزويدها معلومات خاطئة عن الاوضاع في البلاد، ما يسيء الى موقف مصر السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المحافل الدولية". واتسع نطاق القضية في وقت لاحق ليشمل 26 آخرين من الباحثين والمتعاملين مع المركز كما تعددت التهم الموجهة الى ابراهيم لتصل المراحل النهائية للتحقيق الى حد اتهامه ب"التخابر مع دولة أجنبية هي الولاياتالمتحدة بغرض الاضرار بالامن القومي للبلاد". لكن التهمة اسقطت من لائحة الاتهام قبل ان يطلق ابراهيم في العاشر من آب اغسطس الماضي. وتسبب إعلان ابراهيم بعد إطلاقه عزمه احياء عمل "لجنة مستقلة" تولت مراقبة الانتخابات البرلمانية السابقة العام 1995 لتتولى مراقبة الانتخابات المقبلة، في حملة عنيفة تعرض لها من الصحف المحلية. ووصلت ذروة الحملة الى إعلان المحامي الديب انسحابه من القضية بعد ثلاثة أيام من احالتها على المحاكمة. وقال ابراهيم ل"الحياة" إنه سيعرض على اعضاء اللجنة الظروف التي وُضع فيها بإحالته على المحاكمة اثناء فترة الانتخابات، ما يجعل من استمراره في العمل مع اللجنة امراً صعباً. وذكر انه سيعلن القرار النهائي له في المؤتمر الصحافي غداً كما سيوضح الأسباب الحقيقية لانسحاب محاميه. وأشار الى أنه بدأ اتصالات لتكوين هيئة دفاع تضم محامين آخرين، معرباً عن اسفه لانسحاب الديب في مرحلة مهمة من القضية. وذكر أنه سيخوض في المؤتمر الصحافي في اسلوب دفاع عن نفسه امام المحكمة وكذلك الرد على كل ما اثير في الحملات التي تعرض لها.