تترقب أوساط الادارة الاميركية وأوساط الجمعيات اليهودية في الولاياتالمتحدة الاحكام التي ستصدر في شيراز اليوم بحق اليهود الايرانيين ال13 المتهمين بالتجسس لاسرائيل. وبعدما أرسلت واشنطن رسائل ايجابية لايران تبعت فوز الاصلاحيين في الانتخابات البرلمانية، توقفت الحماسة الاميركية للتطبيع مع طهران بانتظار الاحكام في قضية اليهود ال13. ويأمل مسؤولون اميركيون بتبرئة هؤلاء أو إصدار احكام مخففة بحقهم، لئلا تضطر واشنطن الى اتباع سياسة تصعيدية مع ايران كانت فضلت الاستعاضة عنها بمساع لبدء الحوار. واكثر ما تخشاه واشنطن هو قرار بإعدام اي من المتهمين، اما الجمعيات اليهودية فتخشى احكاماً بالسجن فترات طويلة قد تؤدي الى "تنفيس" التوتر واستمرار المساعي الاميركية لبدء الحوار مع ايران واستمرار اوروبا في الحوار "النقدي" معها. وبحسب منظمات حقوق الانسان اعدم 17 يهودياً منذ الثورة في ايران، آخرهم رجل الاعمال هداية الله زندهيل في 1997 وكاخوديزاده في 1998 بتهمة التجسس. وتقر المنظمات اليهودية بأن بعض المتهمين بشبكة التجسس الجديدة ربما سافر لاسرائيل لزيارة بعض أفراد عائلته، لكنها ترفض تهمة التجسس. اما واشنطن فانتقدت اجراءات المحاكمة وطالبت بمحاكمة "عادلة" لأن رفضها من حيث المبدأ محاكمة أي يهودي بتهم التجسس لاسرائيل قد يجدد مطالبة الدولة العبرية والمنظمات اليهودية بإطلاق الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في الولاياتالمتحدة. ويفسر بعض المسؤولين الاميركيين محاكمة ايران اليهود ال13 بالصراع بين الاصلاحيين والمتشددين علماً ان القضاء الايراني ما زال يخضع لسيطرة المتشددين. ولا تستبعد تلك الأوساط ان يعمد المتشددون الى نسف أي محاولة للتقارب بين واشنطنوطهران، وتذكر بتجربة ايران صاروخاً يصل مداه الى اسرائيل بعدما دعا الرئيس محمد خاتمي الى حوار الحضارات عام 1997، وايضاً بالاغتيالات التي طاولت بعض المسيحيين الايرانيين عام 1998. وتقول مصادر يهودية اميركية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك سيكون أكثر المبتهجين في حال اثبتت محكمة شيراز براءة المتهمين أو اصدرت احكاماً مخففة، فهذا سيعزز عزم باراك على الاستمرار في سياسة الانفتاح على ايران، رغم معارضة الاستخبارات العسكرية ومساعده في وزارة الدفاع افرايم سنيه. واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي امس محاكمة اليهود "مؤامرة". وقال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "عدداً كبيراً من رؤساء الدول والمسؤولين اهتموا بهذه المحاكمة منذ أدركوا ان الأمر يتعلق بمؤامرة". ورأى ان ال13 "يحاكمون فقط لأنهم يهود".