خيمت أجواء احتفالية أمس على بلدة ميو الريفية لمناسبة بدء محاكمة رئيس نقابة "الكونفيديرالية الزراعية" جوزيه بوفيه، وتسعة من رفاقه بتهمة تخريب محتويات مطعم تابع لشبكة "ماكدونالدز" الأميركية في آب اغسطس الماضي. ووصل الى هذه البلدة آلاف المناهضين للعولمة أمس لدعم النقابيين. وأدت التعبئة التي نظمها اعضاء النقابة خلال الأيام الماضية الى تحويل محاكمتهم الى محاكمة "للعولمة"، والى منبر استخدمه بوفيه لتأكيد تمسكه والمزارعين الذين يمثلهم بخصوصية مهنتهم ومنتجاتهم، في مواجهة المواصفات التجارية التي تسعى العولمة الى فرضها عليهم. وكان بوفيه ورفاقه التسعة عملوا على تفكيك مطعم "ماكدونالدز" في ميو، احتجاجاً على العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على مجموعة من المنتجات الزراعية الفرنسية، إثر رفض فرنسا استيراد الأبقار الأميركية المغذات بالهرمونات. وعبر الصخب الذي رافق هذه القضية تحول بوفيه ونقابته، الى رمز للتيار المناهض للعولمة في فرنسا. وتأكيداً لدوره هذا، حرص بوفيه على الوصول الى قاعة المحكمة مع المتهمين الآخرين على عربة زراعية، سار وراءها حوالى 12 ألف شخص من مؤيديه، لبس معظمهم قمصاناً حملت شعار "العالم ليس سلعة". وقبيل دخوله الى قاعة المحكمة، وسط حشد كبير من الصحافيين الذين تجمعوا حوله، صرح بوفيه انه "ليس وارداً ان نسمح لمنظمة التجارة العالمية بأن تفرض علينا أنماطاً جديدة من الزراعة والتغذية". ويشارك في المحاكمة التي تستمر يومين، 16 شاهداً من دول مختلفة، منها الهندوالولاياتالمتحدة وهندوراس، جميعهم من الناشطين ضد العولمة، الذين حضروا للتعبير عن تضامنهم وتأييدهم لمواقف بوفيه. وفيما تقدر "الكونفيديرالية الزراعية" قيمة الاضرار التي لحقت بمطعم "ماكدونالدز" بحوالى 140 ألف فرنك، فإن المشرف على المطعم مارك ديهان قدرها بحوالى 750 ألف فرنك. وكان ديهان صرح انه لا يسعى الى أي هدف سياسي أو عقائدي، وأن الدعوة التي أقامها على بوفيه ورفاقه هدفها معاقبتهم على ما ألحقوه من أضرار بمطعمه، وأنه لم يكن يتوقع أن تأخذ هذا الطابع السياسي الشعبي. وأياً كان الحكم الذي ستصدره محكمة ميو على المتهمين، فإن بوفيه نجح في صرف المحاكمة عن هدفها الأصلي مسجلا بذلك انتصاراً على شبكة "ماكدونالدز" التي يرى فيها نموذجاً لسوء التغذية.