تفاعلت أمس الجمعة قضية المزارع والنقابي الفرنسي جوزيه بوفيه، الذي بات يلقب ب"روبن هود"، على رغم القرار الصادر عن القضاء الفرنسي بإطلاق سراحه، بعدما كان اعتقل بسبب تحطيم مطعم تابع لشبكة "ماكدونالدز" الاميركية للوجبات السريعة في بلدة ميلهو الفرنسية، أثناء تظاهرة فلاحية. واعترض بوفيه على تسديد غرامة مقدارها نحو مئة ألف فرنك فرنسي، أرفقت بقرار إطلاق سراحه. وفضّل ملازمة السجن، على دفع تعويض للشبكة الاميركية، التي يعتبرها رمزاً ل"التدهور الاقتصادي" الذي طرأ على وضعه ووضع سواه من المزارعين. وكان بوفيه أعلن أمام القضاء انه لم يحطّم المطعم الذي لا يزال قيد الإنشاء، صدفة أو نتيجة فورة، كما يحصل عادة خلال التظاهرات، وإنما تنفيذاً لقرار اتخذ في اطار النقابة التي يرأسها واسمها "الكونفيديرالية الفلاحية". ويعتبر بوفيه ومؤيدوه من المزارعين ان اعلان العداء لمطاعم "ماكدونالدز" يشكّل موقفاً شرعياً للرد على "العولمة على حساب حقوق الشعوب وصحتها". وكان بوفيه وأنصاره بدأوا تحركهم نتيجة انخفاض أسعار المنتجات الزراعية الفرنسية بسبب الإجراءات العقابية التي فرضتها الولاياتالمتحدة عليها، إثر رفض السلطات الفرنسية السماح بدخول لحوم الأبقار الأميركية المغذّاة بالهرمونات، الى الأسواق الفرنسية. واستمرّت التحركات بعد اعتقال بوفيه، واستهدفت العديد من المطاعم التابعة لشبكة "ماكدونالدز" في مناطق فرنسية عدّة، حيث أقدم المزارعون على إغلاق المداخل المؤدية اليها بإلقاء كميات من منتجاتهم الزراعية في محيطها. وجاء قرار بوفيه الرافض لدفع الغرامة، وتفضيله البقاء في السجن لتأكيد موقفه المبدئي، ليزيد من التعبئة في صفوف المزارعين. وشهد مطعم "ماكدونالدز" الواقع في منطقة بلفور تظاهرة نظمتها مجموعات من المزارعين، قبل ان يقابل وفداً منهم رئيس بلدية المدينة ويقدّم له سندويشات همبرغر وقطعاً من الجبن الفرنسي لحمله على المقارنة بين جودة الصنفين. كما شهدت مناطق فرنسية عدة تحركات احتجاج أُلقيت خلالها أطنان من الفواكه والخضار في الشوارع. في غضون ذلك، بدأ نطاق مؤيدي بوفيه يتّسع ليشمل العديد من الأوساط النقابية الزراعية وبعض الأوساط السياسية ومنها حركة "جنراسيون إكولوجي انصار البيئة التي دعت في بيان لها الى اطلاق سراحه من دون قيد أو شرط، باعتبار انه "ضحية الحرب الاقتصادية" التي تشنّها الولاياتالمتحدة تحت شعار العولمة، ولأنه "كبش محرقة العجز الحكومي على حل ازمة المزارعين".