تصاعدت حمى النصر في ايطاليا بعد فوز منتخب الشباب اخيراً ببطولة اوروبا لكرة القدم، وتزايدت على الفور احلام الايطاليين بتحقيق "الثنائىة" عن طريق حصد اللقب الاوروبي الكبير الذي تنطلق المنافسات على كأسه غداً وتستمر الى 2 تموز يوليو في بلجيكا وهولندا معاً. الوحيد الذي رفض تماماً الربط بين الأمرين هو المدرب دينو زوف الذي أكد ان "اللعب مع الكبار" شيء مختلف، لكنه اشار طبعاً الى ان حظوظ منتخبه قائمة ولا تقل عنها لدى أي متخب كبير آخر. وقال زوف 58 عاماً: "في غمرة الاحلام و"الاوهام" تصور البعض ان الفوز باللقب الاوروبي صار اكثر قرباً منا، لا أستطيع ان احرم احداً احلامه لكن الاكيد ان الواقع غير ذلك. انا اكثر الناس سعادة بانجاز الشباب خصوصاً انه الرابع لهم في آخر خمس بطولات. لكن بدلاً من ان نغوص في احلام صعبة المنال، علينا ان نتساءل... لماذا لا يتمكن هؤلاء الشباب من تحقيق الانجاز ذاته عندما يصعدون للعب مع الكبار؟ واجاب زوف بنفسه عن سؤاله: "لأنهم يبرعون الى حدود معينة، وبعدها يكون الآخرون ابرع منهم عندما يصعدون الى المنتخب الاول. المسألة بسيطة جداً ولا يجب ان نفكر فيها طويلاً لأن معطيات اللعبة لدينا تفرض هذا الواقع، ومن الصعب جداً ان نطلب من لاعبينا "الكبار" ان يكونوا على مستوى "الصغار" لأن ذلك يعني اننا نعكس المنطق ونقلب كل المفاهيم... هل سمعتم مرة مدير مدرسة يقول لاستاذ اريدك ان تكون مثل هذا التلميذ! كل ما يمكن ان نطلبه من لاعبينا المقبلين على المعمعة الجديدة ان يحفزهم فوز الشباب ليقدموا عروضاً مشرفة للكرة الايطالية". انتقادات وكان زوف قد تعرض لحملة نقد واسعة عقب خسارة ايطاليا امام النروج ودياً صفر -1 قبل التوجه الى بلجيكا، واعتبر النقاد والمتابعون ان الخسارة ما هي إلا بداية لفضيحة تنتظر المنتخب في المنافسات الاوروبية. زوف دافع عن نفسه وعن منتخبه: "لا أرى مبرراً لكل هذا النقد لكنني احترم رأي الاخرين، واعرف ان كل طرف يجيد مهنته. الاعلام رأى اننا مقبلون على فضيحة وانا اعتقد ان الامر غير صحيح، اعترف بأن مهمتنا صعبة لكن الامر لن يصل الى حد الكارثة التي تحدث عنها البعض. عيب الاعلام انه يضخم دائماً من حجم الهزائم ويركز فقط على الاخطاء، ونأمل ان يكون هذه المرة على مستوى الحدث وان يساهم في دعم المنتخب لا ان يحاربه... واذا ما عرضنا "شرف" الكرة الايطالية ل"مرمطة" لم يسبق لها مثيل، سنقبل منهم ان يحاسبونا، لكن عليهم في الوقت ذاته ان يطرحوا وسائل الاصلاح". تركيا وتخوض ايطاليا مباراتها الاولى في اوروبا 2000 امام تركيا التي اذهلت العالم كله بعروضها القوية في الآونة الاخيرة ان على صعيد المنتخبات او الاندية. واللافت ان ايطاليا تخلصت من تركيا بصعوبة في الدور نصف النهائي من بطولة اوروبا للشباب وها هي تلتقيها في افتتاح مسيرة الكبار. ويقدر زوف قيمة الاتراك حق تقدير: "الكرة التركية تطورت كثيراً، والدليل تأهل منتخبها للمرة الثانية على التوالي الى النهائيات الاوروبية، وفوز نادي غلطة سراي بكأس الاتحاد الاوروبي محققاً اول لقب كبير في تاريخ بلاده... ولا ننسى ايضاً فوزه على ميلان في دوري الابطال. سنخوض المباراة وكأننا نواجه افضل قوة كروية في العالم لأن ليس هناك أي مجال ل"الدلع" او الثقة الزائدة". محبوا الكرة الايطالية يؤكدون ان مشكلتها الاساسية تكمن في العقم التهديفي، وان هذه المشكلة ستطل بوجهها حكماً في نهائيات الأمم الاوروبية خصوصاً بعد تجدد اصابة المهاجم الهداف كريستيان فييري. زوف رد ودافع: "من يسمع ما يتردد حول هذه النقطة تحديداً يعتقد ان المنتخب لعب 100 مباراة من دون ان يسجل هدفاً واحداً، علماً بأننا سجلنا هدفين في مباراتنا الودية قبل الاخيرة. هؤلاء ينظرون الى بعض الامور بمنظور مختلف عن الواقع، وللأسف ينعكس ذلك سلباً على عناصر المنتخب جميعهم". وتلعب ايطاليا ضمن المجموعة الثانية التي تضم الى جانب تركيا كلاً من بلجيكا والسويد، وهي فازت باللقب مرة واحدة فقط عام 1968. وتضم المجموعة الاولى المانيا، حاملة اللقب، وانكلترا والبرتغال ورومانيا، والثالثة يوغوسلافيا والنروج وسلوفينيا واسبانيا، والرابعة الدنمارك وفرنسا وهولندا وتشيخيا.