تشهد بطولة امم اوروبا لكرة القدم المقامة حالياً في هولنداوبلجيكا معاً وتستمر الى 2 تموز يوليو المقبل، مواجهتين حاسمتين تجمعان البرتغال مع تركياوايطاليا مع رومانيا في الدور ربع النهائى. وتميل الكفة لمصلحة البرتغالوايطاليا المرشحتان بقوة لبلوغ الدور نصف النهائي قياساً على عروضهما في الدور الاول الذي انهياه من دون اي خسارة. وحجزت البرتغال بطاقتها الى مباراة اليوم عن جدارة بتصدرها المجموعة الاولى برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات متتالية على انكلترا 3-2، ورومانيا 1-صفر، والمانيا 3-صفر. في حين تأهلت ايطاليا بعد ان حققت ثلاثة انتصارات متتالية على تركيا 2-1، وبلجيكا 2-صفر، والسويد 2-1. امستردام، بروكسل - أ ف ب - سيكون ملعب ارينا الخاص بنادي اياكس مسرحاً لاولى مباريات الدور ربع النهائي من بطولة امم اوروبا بين البرتغالوتركيا. والفرصة مؤاتية ل "برازيليي اوروبا" لتحقيق حلم طالما راودهم في الوقوف على منصات التتويج على صعيد المنتخب الاول بعدما ذاق معظمهم طعم الانتصارات باحرازهم لقب بطولة العالم دون 20 عاماً مرتين عامي 1989 و1991. وغالباً ما كان طموح البرتغاليين يتوقف عند الرهبة امام المنتخبات الاكثر خبرة في البطولات الكبرى، لكن المشوار الذي قطعه لويس فيغو ورفاقه هذه المرة يعد بتحقيق الافضل خصوصاً انه الامل الاخير تقريباً لهم لاثبات وجودهم على الساحة الدولية لان اعمارهم ستتخطى الثلاثين قبيل انطلاق مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معاً وقد لا يجدون مكاناً لهم في تشكيلة منتخبهم في حينها. وتملك البرتغال عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين الذين يستطيعون تحويل مجرى المباراة في ثوان معدودة وخير دليل ما قدموه امام المانيا حاملة اللقب في المباراة الاخيرة لهم في الدور الاول عندما فازوا بثلاثة اهداف بتشكيلة جلها من الاحتياطيين ما يضع امام المدرب هومبرتو كويليو اوراقاً عدة يمكن ان يستعملها ابرزها سيرجيو كونسيساو الذي فرض نفسه اساسياً بتسجيله اول "ثلاثية" في البطولة منذ ان فعل ذلك الهولندي ماركو فان باستن عام 1998. وتسعى البرتغال، التي يغيب عن تشكيلتها المدافع سكريتاريو بداعي الاصابة، الى متابعة مسيرتها الناجحة وتحقيق حلم شعبها في احراز اللقب الاوروبي للمرة الاولى، علماً بأنها ستستضيف النسخة المقبلة على ارضها عام 2004. والتزم المدرب كويليو الهدوء بعد الانجاز الكبير الذي حققه المنتخب في الدور الاول، وقال مساعده اوغوستينيو اوليفيرا "يجب ان نلعب بالعزيمة التي خضنا بها الدور الاول للفوز على الاتراك وتأكيد ترشيحنا لاحراز اللقب". من جهته اعلن نجم المنتخب السابق اوزيبيو "كل خطأ ترتكبه البرتغال سيكون قاتلاً"، داعياً اللاعبين الى احترام المنتخب التركي. من جهتها، تلعب تركيا من دون ضغوط وتحاول اضافة انجاز جديد الى سجلاتها يتمثل بالتأهل الى الدور نصف النهائي للمرة الاولى في تاريخها، لكن المهمة لن تكون سهلة امام منتخب برتغالي متمرس اخذ على عاتقه تحقيق حلم لن يتخلى عنه بسهولة. وقدمت تركيا اداء جيداً في الدور الاول حيث خسرت امام ايطاليا 1-2 وتعادلت مع السويد صفر-صفر ثم فازت على بلجيكا بهدفين لنجمها الموهوب حقان شوكر. وتعرض شوكر الى الاصابة خلال التدريب الاخير لمنتخبه ويحوم الشك حول قدرته على خوض المباراة امام البرتغال ما قد يشكل ضربة كبيرة لآمال الاتراك بمتابعة المسيرة المظفرة حتى الآن في البطولة. وقال مدير المنتخب كان كوبان اوغلو "تعرض سوكور للاصابة في التمارين ونأمل في ان يتمكن من المشاركة في الدور ربع النهائي، لكننا لم نتأكد من ذلك بعد". ايطاليا-رومانيا لم يكن أشد المتفائلين في ايطاليا يتوقع تخطيها الدور الاول بعد النتائج المخيبة في المباريات الاعدادية خصوصاً التعادل السلبي مع النروج، وواجه مدرب المنتخب وحارسه الدولي السابق دينو زوف انتقادات شديدة وزادت محنة باصابة لاعبين اساسيين هما الحارس جانلويجي بوفون والمهاجم كريستيان فييري. ولم يكن رئيس الاتحاد الايطالي لوتشانو نيتزولا متفائلاً بشأن مسيرة ايطاليا، وأعلن بعد فوز منتخب بلاده الاولمبي دون 23 عاماً ببطولة اوروبا على حساب تشيخيا، انه لا يعتقد ان يحقق "منتخب الكبار مثل هذا الانجاز". عموماً، يملك زوف ورقة رابحة جداً تتمثل في الخبرة الايطالية والواقعية في التعامل مع المباريات الحساسة خصوصاً في الادوار النهائية التي يطبق فيها نظام خروج المغلوب، ولديه من الاسماء ما يكفل لايطاليا المضي قدماً في هذه البطولة اذا احسن استعمال التكتيك المناسب. في المقابل، لن يقل منتخب رومانيا خبرة وموهبة ويمكنه ان يفخر بالطريقة التي تأهل عبرها الى الدور ربع النهائي حيث تعادل مع المانيا 1-1، ثم خسر امام البرتغال صفر-1 قبل ان يحقق فوزاً دراماتيكياً على انكلترا 3-2 ويخرجها من البطولة. ويسود تفاؤل كبير في صفوف المنتخب الروماني الذي سيغيب عن صفوفه اربعة لاعبين اساسيين في مقدمتهم قطب دفاعه جورجي بوبيسكو بسبب اصابته بتمزق عضلي في فخذه في المباراة ضد انكلترا ستبعده على الارجح حتى نهاية البطولة، وادريان ايلي وكوسمين كونترا ودان بتريسكو بسبب الايقاف. ومن بين العوامل التي قد تؤثر سلباً على اداء المنتخب الروماني الجهود الكبيرة التي بذلها لاعبوه في مبارياتهم الثلاث في الدور الاول خلافاً للايطاليين الذين اراحوا لاعبين اساسيين عدة في مباراتهم الثالثة الاخيرة ضد السويد لانهم كانوا ضامنين بلوغهم الدور ربع النهائي في الجولة الثانية. ويعود الى صفوف الرومان قائدهم جورجي هاجي الذي غاب عن المباراة ضد انكلترا بسبب الايقاف، وقال "يجب على ايطاليا ان تكون في قمة مستواها اذا ارادت التغلب علينا". من جهته، اعلن بوبيسكو أن بامكان منتخب بلاده احراز اللقب شرط التغلب على ايطاليا في الدور ربع النهائي، مؤكداً "ثقته الكبيرة في ان زملاءه قادرون على التغلب على أي منتخب آخر". وبدوره اكد المدرب جيناي ايميريتش تصريحات بوبيسكو على رغم تخوفه من "التحكيم"، وقال "لست منشغلاً بمواجهة ايطاليا، لكني متخوف من التحكيم". واضاف: "ىفي مباريات عدة ارتكب الحكام اخطاء كانت اغلبها في صالح المنتخبات الكبيرة"، معتبراً ان رومانيا "كانت ضحية بعض قرارات الحكام". واعرب ايميريتش عن امله بان ينجح منتخب بلاده في بلوغ الدور نصف النهائي ودعا لاعبيه الى عدم الاستهانة بالخصم، وقال: "نحن الرومان عيبنا الوحيد هو انه عندما نفوز في مباراة ما نرغب في الفوز بالثانية أيضاً". وقال: "الايطاليون اقوياء لكن ليسوا بالمنتخب الذي يصعب الفوز عليه". اما لاعب الوسط دورينيل مونتيانو، فقال: "لدينا فرصة واحدة للذهاب بعيداً في البطولة، ونحن عازمون على عدم اهدارها".