أعلنت اريتريا أن قواتها استعادت مدينة تسناي الحدودية في غرب البلاد "بعد معارك ضارية استمرت خمسة أيام"، فيما أكدت اثيوبيا أن قواتها كانت تنفذ عملية انسحاب مقررة من المدينة عندما تعرضت ل"استفزازات" من القوات الاريترية. وعلى الصعيد الإنساني أعلنت منظمات تابعة للأمم المتحدة ان الحرب الاثيوبية - الاريترية التي تجددت في 12 من الشهر الماضي تسببت في نزوح 750 ألف أريتري. البيان الاريتري وفي أسمرا، ذكر بيان أصدرته وزارة الخارجية الاريترية أمس، ان 12 مدنياً قتلوا في منطقة عدي خوالا قرب الجبهة الوسطى جنوب اريتريا نتيجة القصف الجوي والمدفعي الاثيوبي. وأوضح البيان "ان القوات الاريترية استخدمت الطيران الحربي بكفاءة عالية" خلال المعركة التي استمرت خمسة أيام وانتهت مساء الاثنين بطرد القوات الاثيوبية من مدينة تسناي. وأضاف ان المدفعية الثقيلة دمرت لواءين وفرقة من الجيش الاثيوبي في المعركة ذاتها. الموقف الاثيوبي لكن الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي أكدت في بيان أمس ان قوات بلادها "لم تتعرض لهزيمة في تسناي"، وأنها كانت في صدد الانسحاب من المدينة "عندما تعرضت لاستفزازات القوات الاريترية وردت بحزم". وأشارت إلى اشتباكات خفيفة جرت بين الجانبين قبل وصول القوات المنسحبة إلى منطقة حومرا، وان الجيش الاثيوبي أسر 13 جندياً اريترياً خلال الاشتباكات. إلى ذلك، أعلنت تاديسي أن المعارك استمرت أمس على جبهة بوري حيث "ردت قواتنا على القصف المدفعي الاريتري، كما شاركت المقاتلات الاثيوبية في قصف مواقع اريترية وكبدتها خسائر فادحة". كما أشارت إلى استمرار تبادل القصف المدفعي في منطقة سنعفي. اللاجئون من جهة أخرى أ ف ب، أعلن الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في اسمرا تريفور رو، ان الحرب الاثيوبية - الاريترية تسببت في نزوح أكثر من 750 الف أريتري. وأوضح "حسب تقديراتنا الأولية هناك 500 ألف نازح اريتري ولكن استمرار المعارك يجبرنا على مراجعة هذا العدد ليبلغ 750 ألف شخص. اننا نعمل على أساس هذا التقدير، علماً أنه يستحيل الاتصال بمعظم هؤلاء النازحين"، واصفاً الوضع بأنه "خطير". وأضاف ان عوامل عدة ساهمت في تفاقم الوضع ومنها اقتراب فصل الأمطار بعد أقل من أسبوعين والهجوم الاثيوبي الذي تزامن مع الموسم الزراعي والمنطقة الجغرافية المتضررة وهي منطقة الجنوب الغربي الاريتري أهم منطقة زراعية في البلاد. وقدرت اللجنة الاريترية لاغاثة اللاجئين الحكومية المكلفة الشؤون الإنسانية، السبت الماضي عدد الاريتريين المتضررين من الحرب بحوالى 5.1 مليون شخص. وقال الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كريس يانوفسكي إن "موظفي المفوضية العليا للاجئين في شرق السودان سجلوا أول من أمس حصول قصف في الجانب الآخر من الحدود في جنوب غربي اريتريا، ولاحظوا ان المعارك أدت إلى تدفق عدد كبير جديد للاجئين في المنطقة الحدودية حول غولسا" في السودان. وأوضحت المفوضية أنه لوحظ للمرة الأولى وجود جرحى بين اللاجئين. وحتى مساء أول من أمس عبر نحو 1800 الحدود ولجأوا إلى غولسا في مقابل 1100 لجأوا إلى لافا، وهو مخيم آخر في السودان قريب من الحدود. وأضاف يانوفسكي: "نعتقد ان كثيرين آخرين اجتازوا الحدود خلال ليل الاثنين - الثلثاء، لأن الحرارة المرتفعة خلال النهار تجعل الانتقال صعباً". وسجلت المفوضية العليا لجوء أكثر من 55 ألف اريتري إلى السودان في غضون الأسابيع الأخيرة مفاوضات الجزائر وفي الجزائر، تواصلت أمس المفاوضات غير المباشرة بين أثيوبيا وأريتريا ولم تتسرب أنباء عن تفاصيلها بعدما أبعدت عنها الصحافة منذ اول من امس. وترددت أنباء عن تحفظ جديد من أثيوبيا على بعض الاقتراحات الجديدة التي وضعتها رئاسة منظمة الوحدة الإفريقية والتي تتعلق ب"هدنة انتقالية"، الأمر الذي قد يعقد من مهمة السيد أحمد أويحيى الممثل الخاص للرئيس الجزائري المكلف ملف النزاع الاريتري - الاثيوبي. وكان أويحيى، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية، عرض مساء الأحد، وثيقة اقتراحات "مراجعة ومعززة" تتضمن اقتراحات جديدة في شأن الاجراءات العملية لوقف النار وانسحاب القوات الى المواقع التي كانت فيها قبل السادس من ايار مايو 1998. وكانت أثيوبيا وأريتريا تحفظتا مطلع الأسبوع على اقتراحات المنظمة الإفريقية في شأن "هدنة انتقالية" مما تطلب الدخول مجدداً في مشاورات جديدة للخروج بحلول توفيقية بين البلدين. واعدت الوثيقة المراجعة بعد المفاوضات غير المباشرة التى جرت الجمعة و السبت الماضيين مع الوفدين الاثيوبي والاريتري وبالتشاور مع انتوني ليك المبعوث الخاص للرئيس الأميركي وممثل الاتحاد الاوروبي رينو سيري اللذين يتابعان المفاوضات.