} أعلنت أريتريا أمس أنها سجلت إنتصارا على القوات الاثيوبية على جبهة عصب وصدت الجيش الاثيوبي بعد معارك استمرت يوما كاملا. فيما لمحت أديس أبابا الى ضرورة تغيير في رسم الحدود. أفاد بيان أصدرته أمس الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سلومي تاديسي أن "القوات الاثيوبية مستعدة لردع أي هجوم أريتري على مواقع اثيوبية في المستقبل سواء على جبهة بوري أو في أي منطقة أخرى". في حين اكدت وزارة الخارجية الاريترية في بيان أمس ان الجيش الاثيوبي مني السبت ب"هزيمة كبيرة وفقد 3755 جنديا بين قتيل وجريح وأسير" على جبهة عصب الساحلية. وأوضح البيان ان اثيوبيا "نشرت فيلقين خلال المعارك التي دارت السبت واستمرت من الثالثة حتى العاشرة صباحا وجزء من عصر اليوم ذاته". واكد البيان ان "الفيلق الثامن والثلاثين الاثيوبي سحق وسقط في المجموع 3755 جنديا اثيوبيا بين قتيل وجريح واسير". واكد "تدمير عدد من المصفحات ومصادرة كميات كبيرة من الاسلحة الخفيفة والرشاشات الثقيلة واجهزة الاتصال باللاسلكي". واوضح ايضا ان "جبهة عصب كانت هادئة اليوم أمس الاحد باستثناء طلقات متقطعة للمدفعية بدأت في الساعة العاشرة صباحا". وقال المستشار الرئاسي الاريتري يماني غبريمسكيل: "دحروا تماما. ونعتقد بأنهم منيوا بخسائر فادحة. استعانوا بفرقتين اصيبتا بخسائر بالغة". وأضاف غبريمسكيل ان المعارك توقفت صباح الاحد على جبهة عصب. وافاد مسؤول حكومي اخر طلب عدم كشف هويته ان الكتيبتين الاثيوبيتين اللتين هاجمتا منطقة عصب فجر السبت تراجعتا الى مسافة 57 كيلومترا. ولم يكن في الامكان تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل باعتبار ان الصحافيين لم يحصلوا بعد على اذن بزيارة الجبهة لاسباب امنية. الى ذلك، اكد الرئيس الاريتري اساياس افورقي في أسمرا أمس انه لا يزال واثقا من امكان ارساء السلام مع اثوبيا معبرا عن اسفه لان الاسرة الدولية لم تمارس ما يكفي من الضغوط على اثيوبيا. واعلن الرئيس الاريتري في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" وشبكة "سي ان ان" ان بلاده تريد العيش في سلام مع جيرانها لكن ذلك ليس ممكنا حتى الان. وقال ان الجيش الاريتري نشر قواته "لانقاذ ارواح بشرية وانه لا يوجد في المطلق شيء يشير الى انه في صدد خسارة الحرب". واعرب عن قلقه العميق لان منظمة الوحدة الافريقية الوسيطة في هذا النزاع والاسرة الدولية، لم تقولا لاثيوبيا انها تجاوزت الحدود. وتعتبر هذه التصريحات للرئيس افورقي الاولى التي يدلي بها للصحافة الدولية منذ استئناف المعارك في الثاني عشر من ايار مايو الماضي بين البلدين. وأعلن رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي أمس أن بلاده اقترحت في محادثات السلام الجارية في الجزائر ان توقع اريتريا على اتفاق بعدم محاربة اثيوبيا مرة أخرى، وان تكون المناطق العليا تحت سيطرة قوات السلام الدولية بعد انسحاب القوات الاثيوبية من تلك المناطق. وقال زيناوي في مؤتمر صحافي أمس إن القوات الاثيوبية "تملك القدرة الكافية لردع أي هجوم من القوات الاريترية"، موضحاً أن حكومة أسمرا "أعلنت ان الحرب لم تتوقف حتى الآن والاجراءات التي نتخذها هي لرد الهجوم الاريتري ويمكن تبريرها، خصوصاً أننا أبدينا استعدادنا لحل النزاع بالطرق السلمية". وقال زيناوي إن إعادة المناطق الاثيوبية واخضاعها للإدارة التي كانت فيها قبل السادس من أيار مايو الماضي هو من أهم بنود الاقتراحات الافريقية، معتبراً ان هذه المقترحات "ليست لها أية قيمة في الوقت الحالي، لأن ذلك انجز عسكرياً وبنجاح". وأشار زيناوي إلى أهمية إعادة النظر في بعض البنود المطروحة في وثيقة السلام الخاصة بترسيم الحدود بما يتماشى مع الواقع على الأرض. وفي الجزائر، دعا الوسيط الجزائري في المفاوضات غير المباشرة بين اثيوبيا واريتريا التي تعقد منذ الثلثاء الماضي في العاصمة الجزائرية احمد اويحيى الطرفين مساء السبت الى "ضبط النفس". الا ان اويحيى قلل من مدى هذه المعارك الجديدة مشيرا الى ان "من الطبيعي حدوث مناوشات" على خط الجبهة. وقال الوسيط الجزائري بعد لقاء وفدي البلدين كل على حدة، كما يفعل منذ بدء المحادثات، ان "وثيقة مدعمة ومعدلة" ستسلم الى الجانبين.