} أعلنت اثيوبيا أمس عن السيطرة للمرة الثانية على مدينة تسني الاريترية الغربية القريبة من الحدود السودانية بعدما كانت انسحبت منها قبل أسبوع. وأقرت اريتريا في وقت لاحق بسقوط المدينة. وتجدد القتال أمس، على الجبهة الشرقية باتجاه ميناء عصب الاريتري الاستراتيجي. أديس أبابا، أسمرا، لشبونة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أكدت الحكومة الاثيوبية في بيان استعادة مدينة تسني جنوب غربي اريتريا في هجوم مضاد ردا على هجمات للقوات الاريترية. وأضاف البيان الصادر عن مكتب الناطقة باسم الحكومة سالومي تاديسي ان "قوات الدفاع الاثيوبية استطاعت السيطرة على تسني للمرة الثانية في اطار هجوم مضاد ناجح على الجبهة الغربية"، ردا على "هجمات القوات الاريترية" في الاسبوع الماضي. وتابع ان "القوات الاثيوبية تعرضت في البداية للهجوم خلال انسحابها من الجبهة الغربية بموجب قرار سياسي للحكومة الاثيوبية، لكن القوات الاريترية هاجمت المواقع الدفاعية للجيش الاثيوبي". ويختلف تفسيرا الجانبين للاحداث في هذه المنطقة المهمة اذ تقول اريتريا انها طردت القوات الاثيوبية منها، في حين تصر أثيوبيا على أنها انسحبت بقرار سياسي، وأن مؤخرة قواتها المنسحبة تعرضت لهجوم أريتري. وسيطرت القوات الاثيوبية الاحد على منطقة غولوج الاريترية واكدت فرض سيطرتها على "مواقع عسكرية حساسة" بين غولوج وتسني القريبة من الحدود السودانية ثم انتقل القتال الى المدينة فجر أمس. وأقر ناطق اريتري صباحاً بسيطرة القوات الاثيوبية على غولوج وأكد وقوع معارك على الجبهة الغربية. واستولت اثيوبيا على تسني فى بداية حزيران يونيو ما ادى الى فرار الاف المدنيين عبر الحدود الى السودان لكن اريتريا استعادت البلدة في السادس من الشهر ذاته.وشاهد صحافيون زاروا المنطقة جثث عشرات من الجنود الاثيوبيين في البلدة وأدلة على وقوع قتال عنيف. وقال وزير الخارجية الاريتري هايلي ولد تنسائي في أسمرا ظهر أمس إن القتال يدور بضراوة حول تسني و "لم نترك المدينة حتى الآن". لكنه أوضح في رد على سؤال عن صحة الانباء عن خروج قواته من المدينة أن "إستراتيجيتنا تقوم دوما على تحديد المصلحة العسكرية، وإذا إقتضت الضرورة إنسحابنا من أي موقع فإننا ننسحب منه فوراً. والانسحاب أحد فنون القتال". وأضاف "بالنسبة الينا ليس المهم البقاء في مواقعنا او الانسحاب منها. المشكلة هي ضرب الجيش الاثيوبي في الوقت والمكان المناسبين". وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الاريترية يماني غبريمسكيل ان القوات الاريترية انسحبت أمس من تسني امام تقدم القوات الاثيوبية. وقال :"القوات الاثيوبية تحاول فتح جبهة جديدة غربا بعد ان فشلت في محاولتها الاستيلاء على ميناء عصب الجبهة الشرقية وتكبدت خسائر فادحة في اعقاب التقدم الاخير للقوات الاريترية على الجبهة الوسطى في سينافي". الاتحاد الاوروبي في لشبونة، دعا الاتحاد الاوروبي واثيوبيا أمس، الى الامتناع عن اي تصعيد عسكري، معربا عن امله في ان توقع الحكومتان في اقرب فرصة اتفاقا لوقف اطلاق النار اقترحته منظمة الوحدة الافريقية بتأييد من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. ورحب الاتحاد بالمفاوضات التي بدأت في الجزائر، ودعا الجانبين الى "وقف أي عمل حربي فوراً ومواصلة المفاوضات بهدف احلال سلام دائم استنادا الى اتفاق اطار وتحديد شروط تطبيقه". وكانت مفاوضات غير مباشرة بدأت قبل اسبوعين في الجزائر تحت اشراف الرئاسة الجزائرية لمنظمة الوحدة الافريقية مع مشاركة الممثل الخاص لرئاسة الاتحاد الاوروبي رينو سيري. وكرر الاتحاد تعهده ب "دعم تطبيق اتفاق السلام الذي اقترحته منظمة الوحدة الافريقية"بتنسيق مع الاممالمتحدة والاطراف المعنية خصوصا لجهة "تجهيز بعثة المحافظة على السلام وتحديد وترسيم الحدود المشتركة ونزع الالغام وبذل الجهود لمساعدة اللاجئين والمهجرين". وأعلنت اثيوبيا اليوم استعادة مدينة تيسيني جنوب غرب اريتريا في اعقاب هجوم مضاد ردا على هجمات للقوات الاريترية. وكانت اثيوبيا اعطت السبت "موافقتها المبدئية" على خطة السلام التي اقترحتها منظمة الوحدة الافريقية ووافقت عليها اسمرا الجمعة والتي لا تزال تنتظر الموافقة الرسمية للجهات السياسية في اديس ابابا. "كوميسا" وفي اسمرا، اعلن المتحدث باسم الرئاسة الاريترية يماني غبريمسكيل ان وفدا من مجموعة الدول الساحلية الصحراوية كوميسا ناقش سبل إنهاء الحرب مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي. وقال غبريمسكيل ان الوفد الذي وصل الى اسمرا آتيا من اديس ابابا "أعرب عن خيبة امله لان الاثيوبيين لم ينسحبوا من الاراضي الاريترية، وأعرب عن دعمه لاريتريا". وكانت أثيوبيا أكدت ان ممثلي "كوميسا" سلموا رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي رسالة "تعبر عن رغبة كوميسا في المساهمة في الجهود المبذولة" لحل الازمة الاثيوبية - الاريترية سلما. يذكر ان اريتريا عضو في مجموعة الدول الساحلية الصحراوية التي تضم ايضا عشر دول اخرى هي تشاد وليبيا والنيجر ومالي وافريقيا الوسطى وبوركينا فاسو والسودان وجيبوتي والسنغال وغامبيا.