أعلن المبعوث الدولي تيري رود لارسن أنه اتفق مع المسؤولين اللبنانيين على "تطبيق القرار 425"، وأنه سيتوجه إلى إسرائيل اليوم للقاء رئيس وزرائها إيهود باراك، مشيراً إلى أن ثلاث نقاط لا تزال عالقة. وأكد أن الأجواء "إيجابية وبناءة ومنفتحة". وكان المبعوث الدولي عقد "اجتماعاً حاسماً"، على ما قالت مصادر دولية ل"الحياة"، مع رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص وسائر اعضاء الوفدين الدولي واللبناني، لتوحيد الموقف من خط الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب ومن خرق اسرائيل الحدود بتقديمها السياج الشائك داخل الأراضي اللبنانية اثناء احتلالها الشريط الحدودي. راجع ص4 وعقد الاجتماع الموسع بين الجانبين اللبناني والدولي، بعدما عاين الفريقان التقنيان التابعان لهما، البقع المختلف عليها في تحديد خط الانسحاب، والتي يعتبر الجانب اللبناني ان اسرائيل قضمتها على مر السنين. وكشف الفريقان اللذان يضمان خبراء الخرائط في الجانبين، على الخط الذي رسمت فرق الأممالمتحدة جزءاً منه باللون الأزرق، عبر الجو بطائرة تابعة للقوات الدولية العاملة في جنوبلبنان، سعياً إلى مطابقة الخط الذي ستحدده المنظمة الدولية، قبل ان يعقد الاجتماع الموسع برئاسة لحود مع لارسن. وحضر عن الجانب اللبناني الى الحص، الأمين العام لوزارة الخارجية السفير زهير حمدان والمدير العام للأمن العام اللواء جميل السيد والسفير يحيى محمصاني، اضافة الى معاوني لارسن. وعلمت "الحياة" ان البحث تطرق الى الوثائق اللبنانية عن تمسك لبنان بمزارع شبعا التي ترفض اسرائيل الانسحاب منها على انها أرض احتلتها عام 67 عند احتلالها هضبة الجولان. وأوضحت المصادر الدولية ان موقف الأممالمتحدة من موضوع المزارع سيبقى على ما هو، في انتظار اتفاق لبناني سوري يؤكد السيادة اللبنانية عليها، يتم ابلاغه الى مجلس الأمن. وكانت المصادر أفادت، قبل حصول الاجتماع الموسع عصراً، انه "حاسم، لأنه اذا اتفق لبنانوالأممالمتحدة على خط الانسحاب، فان هذا يعني ان المنظمة الدولية تتبنى هذا الخط، وسيتوجه لارسن الى اسرائيل اليوم او غداً من اجل مطالبتها، بأن تعود قواتها الى الوراء، من النقاط التي ما زالت موجودة فيها، اذا كان الخط المرسوم يعتبر ان قواتها ما زالت داخل الأرض اللبنانية. فبناء على ذلك يصبح في امكانه أن يعلن ان الانسحاب اكتمل وفقاً لهذا الخط. وبعد انتهاء الاجتماع الموسع عقد الفريقان التقنيان لقاءً جديداً في قصر بعبدا لمحاولة معالجة النقاط العالقة. وأكد رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص مجدداً امس ان لبنان سيتقيد بموقف الأممالمتحدة في شأن مزارع شبعا. ونقلت مصادر رسمية عنه ان حكومته لن تصطدم مع المنظمة الدولية حتى وإن حصل خلاف على بعض المسائل. واتهم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأممالمتحدة، بأنها منحازة في ترسيم خط الانسحاب. وأكد ان المقاومة مستمرة ما دام هناك شبر من أرضنا محتلاً. من جهة ثانية، أفادت انباء واردة من الجنوب ان القوات الاسرائيلية عملت على وضع شريط شائك جديد في بلدة كفركلا على الحدود يتراجع مئات الامتار عن الشريط الحالي، بعدما طلبت اليها الأممالمتحدة ذلك نظراً الى ان الشريط الأول كان ضمن الأراضي اللبنانية.