سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التقى رئيسي الجمهورية والحكومة ووعد بمعالجة خروقات الانسحاب الإسرائيلي . لبنان: لارسن يدعو الى ضبط النفس على الحدود ولحود يذكره بأن الفلسطينيين "قنبلة موقوتة"
} دعا الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن كلاً من إسرائيل ولبنان الى ممارسة ضبط النفس لتجنب أي حادث حدودي يأخذ طابعاً دولياً، فيما دعا لبنان الى تأمين انسحاب إسرائيل من قمة رئيسية في جبل حرمون الشيخ. عاد الموفد الدولي تيري رود لارسن الى بيروت بعد محادثات أجراها مع المسؤولين الإسرائيليين في القدسالمحتلة وأجرى أمس جولة محادثات ثانية مع رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود في حضور رئيس الحكومة سليم الحص والأمين العام للخارجية السفير زهير حمدان والمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد والسفير يحيى محمصاني. وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن لحود أكد ضرورة تسريع الإجراءات المتعلقة بشمول مزارع شبعا بالانسحاب الإسرائيلي باعتبارها أرضاً لبنانية، وشدد على إطلاق المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، خصوصاً الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني، إضافة الى تسليم إسرائيل جثث تسعة شهداء لا تزال تحتفظ بها. وأكد لحود "عدم القبول بمنطق ما يسمى الحدود العملية، إذ إن لبنان يعتبر الحدود الدولية هي المقياس لانسحاب إسرائيل وفقاً للقرار الدولي الرقم 425، وخلاف ذلك يكون هذا القرار غير منفذ". وأدلى لارسن بتصريح إثر المحادثات أعلن فيه أنه اطلع المسؤولين اللبنانيين على "التقدم الذي حققناه حتى الآن في شأن تطبيق القرارين 425 و426، والتقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى مجلس الأمن". ولاحظ أن الشق المتعلق ب"جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل يشير الى "أن هذه المجموعات لم تعد موجودة، وبعض أسلحتها صودرت وسلمت الى الحكومة اللبنانية الى جانب عودة معتقلي الخيام الى عائلاتهم". وعن الشق المتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من كل لبنان، قال: "إن فرق القوات الدولية بدأت بالتحرك في المنطقة منذ أن تم الانسحاب للتحقق من المواقع التي كانت محتلة من القوات الإسرائيلية أو من الميليشيات، وقد أخليت الآن، ومن خلال عمل فرقنا نلاحظ أن إسرائيل تعمل جدياً، لإنهاء الانسحاب من مواقعها. وأكد لي رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود باراك أول من أمس هذا الأمر خلال اجتماعي معه، ولكي نتأكد من الانسحاب الإسرائيلي بالكامل، فإن فرق الأممالمتحدة ترسم الحدود، وهذا عمل تقني بطبيعته، وخبراء الخرائط من جانبنا التقوا الخبراء اللبنانيين، وبعيداً من أي تعقيد غير متوقع نأمل بأن يستكمل عملهم خلال الأيام القليلة المقبلة، وتصبح الأممالمتحدة عندها في موقع يمكنها خلاله أن تحكم نهائياً هل انسحبت إسرائيل في شكل كامل أم لا، وتصبح بعد ذلك مهمة قوات الطوارئ الدولية الأساسية مساعدة الحكومة اللبنانية في إعادة السلطة الشرعية الى المنطقة المحررة". وهنأ لارسن الحكومة اللبنانية "بتحركها السريع في سبيل عودة السلطة الى المنطقة بعد غياب عنها استمر أكثر من 20 عاماً". وقال "إن إعادة بناء الخدمات العامة وتجديد حضور القوانين والتعليمات الرسمية يسهمان في إعادة تكامل المنطقة المحررة مع باقي المناطق". وأشار الى "أن قوات الطوارئ ستعيد انتشارها في المنطقة بالتعاون مع الحكومة اللبنانية ما أن يؤكد أنان لمجلس الأمن الدولي أن انسحاب إسرائيل جاء وفقاً للقرار 425". وقال "إن هناك نقاطاً عدة على طول الحدود تبقى حساسة، وما يدعو الى الأسف أن عدداً من اللبنانيين جرحوا برصاص جنود إسرائيليين، وأثرت هذه المسألة مع باراك ونصحته بأن يوجه تعليماته الى جنوده لضبط النفس. فحق التجمع والتعبير من الحقوق الأساسية، ولكن في الوقت نفسه من المهم أن يركز كل الأطراف المسؤولين المعنيين جهودهم، على أن ضمان ممارسة هذه الحقوق يجب ألا يؤدي الى أوضاع قد ينتج عنها حادث دولي، فمع خروج إسرائيل من لبنان، فإن مثل هذه الحوادث الحدودية قد تأخذ في سهولة طابعاً دولياً". وشكر للحود والحص تعاونهما مع الأممالمتحدة. وعلمت "الحياة" من مصادر رسمية أن لارسن أبلغ الجانب اللبناني أنه أجرى اتصالات خلال انتقاله الى إسرائيل مع المسؤولين فيها للإفراج عن المعتقلين في السجون الإسرائيلية. ونقل عنه أن الموقف الذي صدر في تل أبيب في شأن هؤلاء هو ثمرة الجهود التي قام بها، وإذ شكره الجانب اللبناني اعتبر لارسن أن من غير الجائز تعليق النظر في قضيتهم حتى تموز يوليو المقبل، مشيراً الى "أن لا مبرر للتأجيل والإعاقة"، ومطالباً بتسريع الإفراج عنهم. وعن مزارع شبعا، كرر لارسن موقفه المبدئي الذي ينصح بأن يتقدم لبنان بشيء من الأممالمتحدة متوافق عليه مع سورية، وشدد على السرعة في إنجاز ذلك ليكون في متناول مجلس الأمن الدولي، وكان رد لبنان أن المزارع أرض لبنانية ولا مشكلة مع سورية ولا يجوز أن تتخذ من هذا الطرح ذريعة لوضع مسألة المزارع في الثلاجة. واعترف بأن ترسيم الحدود وإن كان مستمراً على قدم وساق، "يواجه الآن وجود ستة خروقات رئيسية من جانب إسرائيل على طول مئة متر أحياناً لكل خرق على الحدود الممتدة من الناقورة الى جبل حرمون الشيخ. إضافة الى اكتشاف خروقات يزيد عددها حتى الآن عن 11 يتفاوت طولها بين عشرة أمتار وعشرين متراً مع أعماق مختلفة لكل منها بحسب المناطق". وأبلغ لارسن الجانب اللبناني "أن الأممالمتحدة تسعى الى معالجة هذه الخروقات خصوصاً أنها بدت واضحة لفرق الأممالمتحدة". وتحدث عن احتمال تأخير تثبيت خط الانسحاب عند بعض النقاط الى نحو الأسبوعين، خصوصاً عند منطقة الناقورة، إذ إن إسرائيل دفعت بالحدود الى عمق معين داخل الأراضي اللبنانية، وهي تحتاج الى بعض الوقت لنقل معداتها وتجهيزاتها الموجودة عليها، لكن الجانب اللبناني أصر على تثبيت الحدود في سرعة، بما فيها نقطة الناقورة، واقترح أن تنسحب إسرائيل منها في سرعة لتتولى الأممالمتحدة نقل المعدات إليها. وطلب الجانب اللبناني إنجاز تثبيت الانسحاب ضمن مهلة أقصاها أسبوع. ولفت إلى "ضرورة انسحاب إسرائيل من القمة الأساسية في جبل الشيخ باعتبارها تقع ضمن الأراضي اللبنانية على الخارطة الخاصة بالحدود، وتتجاوز المزارع صعوداً الى جبل حرمون". ووعد لارسن بالإسراع في تثبيت خط الانسحاب عند القمة المذكورة خصوصاً أنها مشمولة بتقرير أنان، مستبعداً أن تكون "موضع إشكال، ولذلك لا بد من حلها". وأعرب المصدر عن اعتقاده أن مسألة تثبيت الخط الحدودي على طول الشريط الشائك شبه محسوم في انتظار تراجع الإسرائيليين عن الخروقات، وحل قضية مزارع شبعا. وكشف أن لحود أعاد تذكير لارسن بضرورة إيجاد حل لمشكلة الفلسطينيين في لبنان وأعطى مثلاً كيف أن أحد مرافقي سلطان أبو العينين وهو من الموالين للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، توجه على رأس مجموعة الى عدد من البوابات عند نقاط الحدود، وأخذ عناصرها يرددون هتافات ورشقوا الحجارة الى الداخل. ورأى لحود أن ذلك "يثبت مرة أخرى أن المشكلة الفلسطينية في لبنان يمكن أن تتحول قنبلة موقوتة، لا يجوز تحميل تبعاتها أو نتائجها للبنان أو سورية، على رغم أننا لا نسمح بها، ولكن لا يجوز تحميلنا أي مسؤولية عنها، خصوصاً أن ليست لدينا سياسة متعمدة لتشجيع أحد".