قال وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية بيتر هين ان "للامم المتحدة ان تحدد الخط الذي يجب ان يتم على اساسه الانسحاب الاسرائيلي من لبنان، مع اقراره بأن لدى لبنان مطالب وحججاً قوية في هذا الشأن" واشار الى ان بلاده "لا ترغب في رؤية احد يتحدى الاممالمتحدة في الخط الذي ترسمه". وكان هين وصل الى بيروت، صباح امس، وجال على رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص، واكد تفاؤله بامكان لبنان وسورية واسرائيل الاتفاق على تسوية سلمية "لأنني ارى اتفاقاً كافياً بنسبة 90 في المئة بين اسرائيل وسورية على الانسحاب من الجولان". وشدد لحود أمام هين "على الموقف اللبناني الثابت والمتمسك بتطبيق القرار الرقم 425 من دون قيد او شرط بما يضمن استرجاع سيادة لبنان على كل اراضيه بما فيها مزارع شبعا، ضمن حدوده المعترف بها دولياً وتحرير كل ابنائه المعتقلين في السجون الاسرائيلية". واكد ان السلام العادل والشامل والدائم لا يمكن ان يتحقق من دون الانسحاب الكامل من الجولان وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين". اما هين فأكد بعد اللقاء التوافق مع لحود على عدد من المسائل "التي لها علاقة بالانسحاب الاسرائىلي من الجنوب انسحاباً كاملاً الى ما وراء الحدود وفقاً للقرار الرقم 425". واعلن "ارادة بريطانيا في حض كل الاطراف في المنطقة وفي اي مكان آخر على تأكيد الدعم للبنان الراغب في التوصل الى السلام والاستقرار داخل اراضيه بعد الانسحاب الاسرائىلي". واشار الى ان "بريطانيا تريد حض كل الاطراف المعنيين على انهاء المفاوضات في سرعة لأن الساعة تدق وكل المنطقة، وتحديداً شعب لبنان، يحتاج الى السلام". واعرب عن "تفاؤله" بالمناقشات التي اجراها في سورية واسرائيل "حيث لا يزال آمل بالسلام بين اسرائىل وكل من لبنان وسورية". واعتبر "ان قضية اللاجئين الفلسطينيين وكذلك قضية المعتقلين والاسرى في السجون الاسرائيلية يجب ان تطرحا كجزء من عملية السلام في المنطقة"، مؤكداً ان الاولوية المطروحة الآن هي في تأمين انسحاب منظم سالم وآمن وكامل للقوات الاسرائيلية من لبنان وكذلك في تأمين السلام للشعب اللبناني الذي عانى معاناة قاسية". وقال بعد لقائه بري "إنه نقل رسالة دعم الى الشعب اللبناني" مشيراً الى "ان بلاده هي احد اقرب اصدقاء لبنان". وقال "نريد ان نعمل معاً في شكل وثيق مع الاممالمتحدة للتوصل الى السلام في المنطقة وانني واثق من الوصول الى السلام اذا بذل جميع الاطراف جهوداً مكثفة للوصول الى ذلك". وفي ما يتعلق بمزارع شبعا قال "إن لدى لبنان مطالب وحججاً قوية في هذا الشأن ولكن يعود الى الاممالمتحدة ان تحدد الخط الذي يجب ان يتم على اساسه الانسحاب وان يكون انسحاباً كلياً وكاملاً يؤدي الى سلام واستقرار في المنطقة". واضاف "لا نرغب في رؤية احد يتحدى الاممالمتحدة في الخط الذي ترسمه ومن المهم ان تنسحب اسرائيل وفقاً للقرار 425 وان يتعاون لبنان كلياً مع الاممالمتحدة في هذه المسألة". وعن العناصر التي تجعله متفائلاً، قال "انا متفائل لأنني ارى اتفاقاً كافياً بنسبة 90 في المئة بين اسرائيل وسورية على الانسحاب من الجولان وهذا يجعلني متفائلاً بالتوصل الى اتفاق سلام على رغم وجود قضايا صعبة في التفاصيل تحتاج الى حل". اما بري فأكد للوزير البريطاني "ان عدم انسحاب اسرائىل من مزارع شبعا، يعني ان المقاومة ستستمر". وقال "ان هذا الامر لا يعني اي مشكلة مع قوات الطوارئ الدولية فقد عشنا معها منذ 22 عاماً في السراء والضراء". وجدد هين بعد لقائه الحص تفاؤله بامكان الاتفاق على تسوية سلمية "ستجلب الامل والاستقرار الى المنطقة" وشدد على "ان العنف ليس في مصلحة احد"، داعياً الاطراف الى "اظهار ضبط النفس في هذا الوقت من التغيير الكبير والفرصة الكبيرة". وقال: "من المهم ان يتحمل كل الاطراف مسؤوليتهم والتعاون التام مع الاممالمتحدة على تنفيذ كل جوانب القرار 425 وسنطلب من اسرائيل الالتزام الدقيق الخط الذي ستحدده الاممالمتحدة للحدود وتجريد جيش لبنانالجنوبي الموالي لاسرائيل السلاح وحلّه، ونتوقع ايضاً ان يعامل افراد "الجنوبي" "السابقين في شكل انساني وفقاً للعملية القانونية المستحقة". واذ اكد اهمية تحقيق السلام، قال: "إن كل القادة ملتزمون النجاح، لا احد منا يقلل من الصعوبات امامنا، لكن يجب الاّ نغالي فيها وسيكون ثمة من يسعى الى تعطيل السلام، وهم يمثلون قلة تنظر الى الوراء، تأسرها مشكلات الماضي، لا الغالبية التي تأمل وتنظر الى فرص المستقبل". ورحب بالكلام الذي سمعه من الحص ان عناصر "الجنوبي" سيعاملون بطريقة عادلة وانسانية وقال "هذا مثال لقيادة مسؤولة من جانب الحكومة اللبنانية في هذا الوضع الصعب". وأمل "أن يشجع ذلك اسرائيل على سحب اسلحة "الجنوبي" وهو امر ضروري للحصول على الاستقرار في جنوبلبنان الذي نرغب في رؤيته".