كوالالمبور - أ ف ب - بدأت أمس في كوالالمبور اعمال الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي يستمر أربعة أيام بمشاركة وزراء خارجية أو ممثلين عن 56 دولة عضواً. وشهدت الجلسة الاولى دعوة المسلمين في العالم قاطبة إلى الوحدة في مواجهة التهديدات التي تشكلها العولمة، ودعوات إلى دعم الفلسطينيين وادانة اسرائيل وانتقادات لموقف روسيا في الشيشان. وطغى موضوع اللقاء "الاسلام والعولمة" على مناقشات اليوم الاول وفق رغبة ماليزيا، الدولة المضيفة، ورئيس وزرائها مهاتير محمد الذي طالما انتقد الغرب وقيمه. ودعا مهاتير المندوبين الألف الحاضرين في كوالالمبور الى تجاوز انقساماتهم ليتمكنوا من مقاومة تقنيات المعلوماتية التي يستخدمها الغرب لتدمير القيم الاسلامية. وأشار الى استخدام شبكة انترنت لنشر "القاذورات"، مضيفاً ان نصف عمليات البيع والشراء المباشرة على الشبكة مرتبط بالخلاعة. وحذر من ان عمليات التجارة المباشرة على الخط يخشى ان تلغي دور المستوردين والموزعين وبائعي التجزئة وكذلك عائدات الحكومة. واعتبر مهاتير ان تحرير التجارة العالمية يطرح خطر هيمنة الغرب عبر عمليات الدمج والحيازة التي تعزز مؤسسات الدول الصناعية. وقال رئيس الوزراء الماليزي: "سيكون بمقدورهم ابتلاع كل المصارف الصغيرة، والمصانع والمؤسسات التي نمتلك. وفي النهاية نصبح جمهوريات موز اميركية لاتينية حيث مديرو الشركات أقوى من رؤساء البلاد". واعتبر ان العالم الاسلامي ليس مهيئاً لمواجهة العولمة وعصر المعلوماتية بسبب تأخره التقني. وحذر أيضاً من ان "الاحباط قد يدفع ببعض الشعوب او حتى الدول الاسلامية الى ارتكاب اعمال عشوائية. وسنعتبر ارهابيين وتدان دولنا بصفتها قواعد لهجمات ارهابية". وأضاف: "ما سنحصل عليه من مثل هذه الأعمال سيكون مجرد اثارة، لكن العقاب الذي ستفرضه الدول الغربية على شعوبنا سيكون رهيباً". من جهته، شدد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي على ضرورة وحدة العالم الاسلامي، وقال إن "المنظمة تقف في معسكر الضعفاء. لكن القوة تكمن في الوحدة وعلى الدول الاسلامية ان تتعاون وتثبت تضامنها". وأشار الى ان الاقتصاد الجديد يضطر الدول الاسلامية "إلى اقامة كتلة تجارية كبيرة". ودعا الدول الاعضاء الى الاجتماع في اقرب وقت "لبحث انشاء سوق اسلامية مشتركة".