حذر رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد من ان العالم مهدد بصراع خطير للحضارات بين الغربيين والمسلمين. وقبل لقاء سيعقده خلال الاسبوع الجاري مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك جدد مهاتير اتهاماته للغربيين الذين وصفهم بانهم طماعون مستعدون للحرب من اجل الهيمنة على العالم. ودعا مجددا الدول الاسلامية الى التسلح من اجل المقاومة. لكن هذه الانتقادات لا تشمل على ما يبدو شيراك الذي سيلتقيه الثلاثاء بسبب معارضة فرنسا للحرب على العراق. وحول الغربيين قال مهاتير لا اعتقد ان هناك شخصا سيئا بالكامل. واضاف هناك اشخاص سليمون وطبيعيون يدركون ان هذه الامور غيرعادلة ويرفضونها واضاف نرى ان الرئيس شيراك ضد الحرب على العراق وهو امر نقدره لكن الاستثناء يثبت القاعدة والقاعدة هي الطمع والرغبة في الاستيلاء على ما هو ليس ملككم. وتابع انفرنسا جزء من هذه الدول لكن هناك استثناءاتمشيرا ان لفرنسا تاريخ في الغزو لكننا حاليا نشعر بالارتياح لانها تبنت موقفا حكيما. وكان مهاتير (77عاما) شن هجوما حادا على الغربيين في مؤتمر حزبه الشهر الماضي مؤكدا ان العنصر الاوروبي وخصوصا الانجلو-ساكسون تحركهم رغبة لا رادع لها للهيمنة على العالم وفرض مبادئهم عليه. واوضح رئيس الوزراء الذي اعلن انسحابه من الحياة السياسية في اكتوبر المقبل بعد 22 عاما في السلطة انه رأى انمن واجبه ان يقول للماليزيين ان هذا الضغط الاوروبي سيؤثر على مستقبلهم. وقال انه لم يكن يريد اكثر من عرض الواقع معددا لائحة من الحروب التي شنها الغربيون وما وصفه بانه عمليات ابادة جماعية للسكان الاصليين في امريكا الشمالية واستراليا. واضاف ان الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على العراق تندرج في هذا الاطار. وقال مهاتير اليوم يجتاحون بلدا لانهم يرون انه غير ديموقراطي. هل فرض الديموقراطية بالغزو امر ديموقراطي؟. وبعد ان اوضح انه يؤيد الرئيس الامريكي جورج بوش في حربه ضد الارهاب وليس في الحرب على العراق اكد مهاتير ان غزو بلد لا يقضي على الارهاب بل يغذي الارهاب. وحول موضوع صراع الحضارات للامريكي صموئيل هنتينجتون قال مهاتير اود ان انفيه لكنني ارى انه يحدث حاليا. وذكر مثالا دعم الغربيين لاسرائيل ضد الفلسطينيينداعيا المسلمين الى التزود بوسائل دفاعية. وقالاذا كان المسلمون اقوياء فلن يهاجمهم احد . لكنهم ليسوا اقوياء حاليا وبسبب ذلك وبسبب شعورهم بالاحباط والغضب يلجأون الى الاعمال الارهابية.