عكس المنتخب اللبناني لكرة القدم صورة ايجابية عن ارتقاء مستواه التدريجي في ضوء فوزه المستحق على نظيره الكويتي 3-1 في مناسبة التدشين المبدئي لملعب طرابلس الجديد، الذي سيحتضن مباريات المجموعة الثانية ضمن نهائيات كأس الامم الآسيوية ال12 من 12 الى 29 تشرين الاول اكتوبر المقبل التي تضم الى جانب الكويتكوريا الجنوبية والصين واندونيسيا. وسجل المنتخب اللبناني فوزه الرابع تحت عهدة المدير الفني الكرواتي جوزيب سكوبلار امام نحو عشرة آلاف متفرج. وتفوق اصحاب الارض ميدانياً، وان كانوا تميزوا اكثر في الشوط الثاني، حين استغل سكوبلار طرد الحكم الدولي عمار عمارس لحارس الكويت فلاح دبشه لأنه صد، من خارج منطقة الجزاء، كرة سددها قائد المنتخب اللبناني جمال طه منفرداً ما نجم عنه من فارق عددي في مصلحة اللبنانيين فعزز خطي الوسط والهجوم بربيع عثمان، الذي لم يلبث ان خرج مصاباً في كتفه، ورضا عنتر، فأطبق على المرمى الكويتي. وكانت الحصيلة ثلاثة اهداف، عوضت التقدم الكويتي في الشوط الاول والذي جاء عكس مجريات اللعب، حيث عكس بدر حجي الكرةوخطفها بشار عبدالله قبل ان يصل اليها يوسف محمد وتخطاه ودخل المنطقة وسددها من زاوية ضيقة داخل المرمى بين القائم الايمن والحارس علي فقيه في الدقيقة 39، وهو الهدف ال41 لعبدالله مع منتخب بلاده. وكان البرازيلياللبناني الاصل جيلبرتو توس سانتوس ناشطاً لكنه افتقد الى تعاون زملائه احياناً كثيرة وهو مرر كرة "مقشّرة" الى هيثم زين المميز دائماً داخل "الصندوق" فسددها بيمناه لحظة خروج الحارس الكويتي البديل شهاب كنكوني، داخل الزواية اليمنى 53، محرزاً هدفه الدولي العاشر. واضاف رضا عنتر الهدف اللبناني الثاني عندما صوّب احمد نعماني كرة ارتدت من محمد بنيان اليه، فأطلقها في الزاوية اليمنى لمرمى كنكوني 66. وعوّض يوسف محمد علي خطأه الدفاعي، فتصدى لركلة حرة - كان الجهاز الفني اللبناني يطلب من رضا عنتر تسديدها - فانطلقت "موزة" خادعة واستقرت في الزاوية اليمنى في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع وهو الهدف الدولي الاول لمحمد الذي لم يستطع التعبير عن مشاعره، لشدة تأثره. ولأنها مباراة ودية اختبارية بالدرجة الاولى اشرك سكوبلار 16 لاعباً، والمدرب الكويتي التشيخي دوشين يورين 14 لاعباً، على مدار الشوطين. وغادر سكوبلار الى البرازيل برفقة نائب رئىس الاتحاد سمعان فينيانوس لمشاهدة ثلاثة لاعبين من اصل لبناني عن كثب في محاولة لضمهم اذا اعجب بمستواهم الى صفوف المنتخب. وفي وقفة مع "الحياة" ابدى سكوبلار ارتياحه للنتيجة، وذكر انها مهمة وتعطي دفعاً معنوياً للفريق خصوصاً وان الفوز جاء "في مناسبة افتتاح الملعب الجديد، وامام جمهور كبير ندر ما كان في هذا الحجم في مواكباته الاخيرة للمنتخب، وعلى فريق صاحب سمعة عريقة ومن المرشحين للمنافسة على اللقب الآسيوي". وأضاف سكوبلار محذراً "علينا ألا نعيش على امجادنا، وننسى ما ينتظرنا، هذا الفوز بداية اساس صلب لنتابع على الوتيرة ذاتها في المعسكرات المقبلة والنهائيات"، وكشف انه فوجئ بالمستوى الكويتي "كوّنت فكرة افضل عنه". وحول اداء افراد منتخبه، قال سكوبلار: "ان بعضهم اظهر عينة جيدة مما يمكن ان يكون مستواهم لذا انا ممتن ومرتاح، وتعرفون اني اعطي الافضلية دائماً للعنصر المحلي، لكني كمدرب يجب ان اكون متطلباً ولا يمكن ان ارتاح، كما آمل بأن اوفق بعناصر مناسبة هجومية خصوصاً في البرازيل". كما ابدى سكوبلار انطباعاً جيداً عن جيلبرتو "كان ينقصنا مثل هذا اللاعب صاحب اللمسة الخاصة للكرة والانطلاقة المربكة للمنافسين، لكن لا يزال ينقصه التأقلم مع زملائه". يذكر ان الاتحاد اللبناني سيوفر في الايام المقبلة اربعة اشرطة فيديو عن اداء لاعبين من اصل لبناني في الارجنتين، وذلك في اطار البحث عن مواهب اضافية مناسبة. اما قائد منتخب لبنان جمال طه العائد من اصابة، فرأى ان اللبنانيين اكتشفوا باكراً نقطة الضعف في الفريق الكويتي والكامنة في خط الوسط، "للمرة الاولى نلعب في حرية تامة في منطقة الوسط، حيث انعدم الانتفاض الكويتي على الكرة، ما ساعدنا على بناء الهجمات، لكننا لم نستغل معظمها". واستدرك طه متابعاً "لم نصل بعد الى الجهوزية التامة، المفروض ان نبلغها قبل النهائيات. نرتقي سلم الاعداد درجة درجة، وستكون افضل عند عودة المصابين والتعافي التام لبعض من شارك في هذه المباراة". ونوّه طه باداء زملائه في خط الدفاع "الذين وقفوا بصلابة وقطعوا الكرات الكويتية، والهدف الذي تلقيناه كان من هفوة ليس الا... المهم اننا استوعبنا الموقف وتابعنا ضغطنا". واعترف يورين مدرب الكويت ان اللبنانيين لعبوا بشكل افضل، "لاحظنا الثغرات في فريقنا في الشوط الاول، فكان اصحاب الارض اقرب منا في الوصول السهل الى المرمى... ولما طرد حارس المرمى، تفاقمت المشكلة ولا سيما ان منطقة الوسط في فريقنا كانت سيئة، المهم ان هذه الخسارة جاءت في بداية الاعداد ما يجعلنا "نركلج" خطوطنا، خصوصاً وان الفريق سينطلق في الاعداد للنهائيات بدءاً من 5 آب اغسطس وبعد اسبوعين سيعسكر في المانيا لمدة ثلاثة اسابيع، ثم يعود الى الكويت ليخوض مباراتين، وينتقل الى الامارات لخوض مباراتين آخريين قبل التوجه الى لبنان". واوضح يورين "ان اداء فريقي اختلف كثيراً كما كان عليه امام ا.سي ميلانو الايطالي، المباراة التي فزنا فيها 2-صفر، لكن علينا الا ننسى ان اللاعبين خارجون من موسم طويل وصعب وفي حاجة الى قسط من الراحة".