واشنطن - أ ف ب - لا يتوقع رالف النادر المرشح للحصول على ترشيح حزب المدافعين عن البيئة الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، الفوز بالانتخابات في السابع من تشرين الثاني نوفمبر، لكنه ينوي جعل مهمة نائب الرئيس الديموقراطي آل غور صعبة. ومنذ الاعلان في 21 شباط فبراير انه سيترشح للمرة الثانية للحصول على ترشيح الخضر الاميركيين، يطوف رالف نادر المنتقد الاكبر لمصالح الشركات الكبيرة من دون كلل على الولايات الاميركية، محاولاً تشكيل ائتلاف يساري قد يهدد آل غور لا سيما في كاليفورنيا. وسبق لرالف نادر 66 عاماً ان كان المرشح الخاسر للحزب نفسه في 1996 عندما حصل على 1 في المئة فقط من الاصوات. وقال نادر شخصياً لدى اعلان ترشحه انه سيكون راضياً اذا "وجّه الناخبون على الاقل رسالة قوية" الى مؤسسات الدولة. لكن بانتظار فوزه بترشيح حزبه رسمياً خلال مؤتمر الخضر المقرر في 24 و25 حزيران يونيو الجاري في دنفر في كولورادو، يعتبر نادر العنصر "المزعج" في الحملة الانتخابية الاميركية، محاولاً إضفاء صدقية على خيار "الطريق الثالث" في مواجهة الديموقراطيين والجمهوريين. ونادر المدافع الاكبر عن المستهلكين والحقوق المدنية لا يخوض هنا معركته الاولى، اذ سبق واستهدف شركات صناعة السيارات والتأمين والشركات المتعددة الجنسيات. وبات اليوم يوجه نيرانه باتجاه "الاحتكار المزدوج" بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وأظهر استطلاع للرأي اعدته "سي. إن. إن/ تايم" ونشرت نتائجه الجمعة الماضي ان نادر يحصل فقط على 4 في المئة تقريباً من اصوات الناخبين على المستوى الوطني. لكنه حصل في منطقته المفضلة كاليفورنيا في استطلاع اخير للرأي على 9 في المئة من أصوات الناخبين. وهذه الارقام قد تشكل تهديداً محتملا للمرشح الديموقراطي، اذ تضطلع هذه الولاية من خلال ثقلها بدور رئيسي في الانتخابات الرئاسية. وستكون نتيجة كهذه كافية لجعل آل غور يخسر في ولاية كاليفورنيا امام خصمه الجمهوري جورج بوش. واستبعد نادر ان يكون بموقفه هذا يساعد على انتخاب مرشح جمهوري، موضحاً خلال حملته الانتخابية الاسبوع الماضي "هذه ليست مشكلتي". وأضاف "على العكس سنثير عدداً من المواضيع التي تهم كاليفورنيا"، أي بكلام آخر ينوي شن حملة قوية في هذه الولاية. ويفيد القيّمون على حملته في كاليفورنيا ان نادر يرغب بجمع خمسة ملايين دولار لحملته في السباق الى البيت الابيض، وقد جمع حتى الآن مئات الاف من الدولارات. وحصل على دعم مشاهير امثال بول نيومان والممثلة سوزان ساراندون، ويأمل ان يرد اسمه على اللوائح الانتخابية في 45 ولاية على الاقل. وتلقى نادر المحامي والمؤلف الاربعاء الماضي دعم جمعية الممرضات في كاليفورنيا 31 ألف عضو الذي تحدثت عنه الصحف مطولاً. وتمكن من جمع ائتلاف يضم نقابيين واعضاء في مجموعات مدافعة عن البيئة، قاضماً بوضوح جزءاً من ناخبي اليسار المستائين من ادارة كلينتون - غور، ولا سيما من سياستها الاقتصادية. وفي الوقت ذاته، وعلى يمين بوش، يحاول المعلق السابق بات بوكانان المحافظ المتشدد ان يكون ممثل "الطريق الثالث" عبر فوزه بترشيح حزب الاصلاح الصغير. وبعد الانسحاب المتتالي لدونالد ترامب وجيسي فانتورا وروس بيرو كان بوكانان ينوي ان يتولى وحده دور المرشح الثالث الكبير للانتخابات الرئاسية. لكن نادر قد يظفر بهذا اللقب.