قبل يوم من الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة لا يزال التكهن صعباً بمن سيفوز فيها، تماماً كاليوم الأول لبدء الحملة الانتخابية قبل اكثر من سنة. ويعتقد الخبراء ان تقارب الحظوظ بين المرشحين قد يؤخر ظهور النتيجة الحاسمة الى صباح الاربعاء. ويختار الاميركيون غداً رئيساً جديداً للقرن الجديد سيكون عليه ان يواجه ما تعتبره الولاياتالمتحدة أكبر التحديات في تاريخها: المحافظة على نفوذ الدولة العظمى الوحيدة في العالم، وإدامة الازدهار الاقتصادي الذي تنعم به منذ سنوات. وعلى رغم أهمية هذه التحديات وحجمها فإن اهتمام الناخبين الاميركيين بالمعركة الانتخابية ظل ضعيفاً وباهتاً. وقد يعزى ذلك الى عدم وجود شخصية ساحرة وقيادية، بين المرشحين الديموقراطي والجمهوري، قادرة على تحريك القاعدة الشعبية واعطاء زخم ودفع للمشاركة في الانتخابات. فعلى الناخب الاميركي ان يختار بين الديموقراطي آل غور الذي ساد الانطباع بأنه "ثقيل الظل" و"جامد"، وهو لم يترك مناسبة أو مناظرة تلفزيونية إلا وعزز فيها هذا الانطباع عنه، وبين الجمهوري جورج بوش حاكم ولاية تكساس وابن الرئيس السابق جورج بوش الذي يفتقد الخبرة ولا ينفك يرتكب الهفوات على الهواء في مواضيع السياسة الداخلية أو الخارجية ويتلعثم في لفظ اسماء رؤساء الدول. يضاف الى ذلك ما ظهر اخيراً عن شبابه الطائش حين كان يكثر من شرب الخمور وأوقفته الشرطة وهو يقود سيارته مخموراً. وقد يكون عدم اقتناع الناخبين بأي من المرشحين سبباً لهذا التعادل السائد في استطلاعات الرأي العام قبل يوم من الانتخابات، مما يجعل قدرة كل حزب على تجييش قاعدته الشعبية للمشاركة عنصراً مرجحاً في تأمين السيطرة على البيت الأبيض. وأظهر استطلاع للرأي اجرته "اي بي نيوز" ان توقيف بوش قبل 24 سنة لقيادته تحت تأثير الكحول لم يبدل آراء الناخبين. اذ حافظ المرشح الجمهوري على تقدم بنسبة 49 في المئة مقابل 45 لغور. وحاز رالف نادر على 3 في المئة. وعلى رغم ان تقدم بوش في الاستطلاعات لا يزال بسيطاً إلا انه كاف لغور كي يتوجه الى ناخبيه ويطلب منهم مباشرة العمل على انقاذه. وهو قال في احدى محطات حملته الانتخابية لمناصريه: "أريد مساعدتكم لأبعث الحياة في هذه الحملة". وقد حافظ بوش لمدة اسبوع كامل على تقدمه البسيط في استطلاعات "سي.ان.ان" ب47 في المئة مقابل 43 لخصمه و5 لنادر. وتظهر الاستطلاعات ان رالف نادر سيكون له تأثير كبير في نتائج الانتخابات في عدد من الولايات غير المحسومة، خصوصاً ان معظم مؤيديه هم من الليبراليين الذين يصوتون عادة الى جانب الحزب الديموقراطي، ولكنهم يعتقدون ان غور خان المبادئ الليبرالية تحديداً في مجال البيئة. ويسعى حزب الخضر الى نيل 5 في المئة من الاصوات كي يتأهل للحصول على أموال فيديرالية في الانتخابات المقبلة. وعلى رغم تكافؤ فرص الفوز، الا ان الصراع انحصر نهائياً حول 12 ولاية تتمثل ب125 مندوباً، ويحتاج المرشح الى 270 مندوباً للفوز. وقد ضمن بوش 209 مندوبين مع تقدم في 13 ولاية. في المقابل ضمن غور حتى الآن 168 مندوباً وهو متقدم في ولاية بنسلفانيا التي يمثلها 23 مندوباً.