تطرح مجموعة "اونا" المغربية اليوم على الاكتتاب 25 في المئة من اسهم شركة "مناجم" التي تملكها بالكامل. وتتوقع المجموعة تحقيق عائدات بقيمة 2.1 بليون درهم 120 مليون دولار من خلال الصفقة التي ستتم عبر بورصة الدار البيضاء والمصارف التجارية المحلية، وفرع مصرف "سوسيتيه جنرال" في لندن وباريس والبحرين ودبي وابوظبي على اساس سعر موحد يبلغ 551 درهماً 53 دولاراً للسهم. وجرت اتصالات مع "الشركة العربية الليبية للاستثمار الخارجي" لافيكو لشراء حصص في الشركة بعدما تخلت الشركة الليبية عن حصصها في شركة "ديوان للمحفظات المالية" مقابل رفع نسبتها في في رأس مال "اونا" من ثلاثة الى ستة في المئة. وابلغت مصادر في "اونا" "الحياة" ان العملية التي تم الترويج لها اخيراً في لندن وبعض دول الخليج العربي ستشمل بيع 2.2 مليون سهم في "مناجم"، احدى اكبر الشركات الافريقية العاملة في استخراج المعادن الثمينة. وتهدف الصفقة كذلك الى انعاش البورصة المغربية التي تواجه ركوداً في النشاط وتراجعاً في المعاملات افقدها نحو ثمانية في المئة من قيمة المؤشر العام منذ مطلع السنة الجارية. كما ستمكن الصفقة شركة "مناجم" من الدخول الى البورصة المغربية في السابع من الشهر المقبل. واضافت المصادر "انها اكبر عملية اكتتاب مفتوحة امام الجمهور منذ قامت المجموعة بفتح حصص في رأس مالها مطلع التسعينات". واشارت المصادر الى ان "اونا" سترفع في المقابل حصتها في رأس مال شركة "سيمافو" الكندية الى 51 في المئة مقابل 34 في المئة حالياً عبر فرعها شركة مناجم التي ترتبط مع المجموعة الكندية بمشاريع منجمية مشتركة في نحو ست من من دول غرب افريقيا. وتملك "سيمافو" الكندية التي يوجد مقرها في اوتاوا نحو 22 رخصة استغلال للمعادن الثمينة في عدد من الدول الافريقية والاميركية اللاتينية. وتركز الشركة اساساً على استخراج الذهب والفضة. وسيكون من نتائج الصفقة بحسب المصادر نفسها، التحكم في مشاريع منجمية في عدد من دول افريقيا الغربية جنوب الصحراء ما يمهد لاحقاً لأن تصبح شركة "مناجم" المغربية احد اكبر منتجي الذهب في القارة السمراء. وتعتزم "اونا" انفاق 30 مليون دولار على هذه العملية خصوصاً في النيجر حيث تباشر منذ اسابيع استغلال منجم لاستخراج الذهب قدرت مدته بعشر سنوات. وتمثل مادتا الذهب والفضة نحو 30 في المئة من اجمالي نشاط شركة "مناجم" التي تتوقع حجم مبيعات بنهاية سنة 2000 يقدر بنحو 250 مليون دولار على ان تبلغ الارباح الصافية نحو 60 مليون دولار. وتراقب شركة "مناجم" التي تملك منجم "كماسة" في جنوبمراكش لاستخراج الفضة وانفقت عليه 200 مليون دولار، ثلاثة فروع في تخصصات التطوير والهندسة، والاشغال الباطنية والابحاث الهيدروميتالورجية. وقالت "اونا" ان تركيزها على قطاع المعادن في الوقت الراهن يستند الى الارباح التي باتت تحققها شركاتها العاملة في القطاع بفعل ارتفاع اسعار المواد الاولية، وتحسن سعر صرف الدولار الاميركي. وكانت "اونا" التي يقدر اجمالي مبيعاتها بنحو بليوني دولار شرعت في استغلال قطاع المناجم عام 1919 عندما كانت تابعة لمجموعة "باريبا" الفرنسية.