دمّر انفجار قوي وحدات انتاج حيوية في مصفاة ميناء الاحمدي الكويتية في ساعة مبكرة من صباح امس، ما أدى الى مقتل أربعة على الأقل من العاملين فيها واصابة 50 آخرين بجروح، والى ايقاف المصفاة عن العمل بصورة كاملة وهي الأكبر في الشرق الأوسط بطاقتها الانتاجية. وقال وزير النفط الشيخ سعود ناصر الصباح للصحافيين ان مؤسسة البترول الوطنية الكويتية أعلنت حال "القوة القاهرة" فورس ماجور التي تعني عدم تمكنها من الوفاء الكامل بعقود تصدير المشتقات النفطية الكويتية في المستقبل المنظور، مؤكداً ان الكويت ستسعى الى تعويض ذلك بزيادة صادرات النفط الخام. واكد الوزير ان الحادث، وهو الثاني في مصافي النفط الكويتية خلال اسبوع "أحدث ضرراً بالغاً ولا نعرف الآن الفترة الزمنية التي ستمر قبل ان تعود المصفاة الى عملها الطبيعي". واضاف: "اعتقد ان بعض الوحدات سيعود الى العمل خلال اسابيع والبعض الآخر خلال شهور". وتنتج مصفاة الاحمدي 450 ألف برميل من المشتقات النفطية، أي نصف الطاقة الانتاجية للكويت. وقال الشيخ سعود ان مصفاة الشعيبة ومصفاة ميناء عبدالله مستمرتان في العمل، وان الانفجار الذي نتج عن تسرب غازي لم يؤثر في خطوط انابيب النفط الخام التي تمر من خلال المصفاة المتضررة الى ميناء الاحمدي حيث أرصفة التصدير. وأوضح ان الحادث أصبح تحت السيطرة عند الساعة الثانية بعد الظهر وجرى اطفاء الحريق "وبدأت عملية تقدير الأضرار التي ستستمر أياماً عدة". راجع ص 6 وأصدرت مؤسسة البترول الوطنية بياناً أفاد ان الحادث حصل "نتيجة تسرب غازي ولا يوجد هناك أي عمل تخريبي" وان توقف المصفاة "لن يؤثر في عمل محطات الطاقة الكهربائية ولن تتأثر متطلبات السوق المحلية من البنزين والغاز المسال ووقود الطائرات نظراً الى توفر احتياطي في المصفاة كما ان مصفاتي الشعيبة وميناء عبدالله تعملان بكل طاقتيهما التشغيلية". وقال مدير المصفاة المهندس سعد السعد للصحافيين ان المصفاة ستتوقف بالكامل خلال اسبوع الى عشرة ايام على الأقل حتى يتم تقدير حجم الاضرار وفحص امكان تشغيل بعض الوحدات. وأوضح مساعد المدير التنفيذي لتطوير المشاريع في المؤسسة سامي الرشيد، انه لا يمكن تقديم أرقام محددة لحجم الخسائر المباشرة أو غير المباشرة التي ستتكبدها الكويت بسبب الحادث، وأشار الى بدء المؤسسة اتصالات مع شركة التأمين على الموقع. وقدم الرشيد تفصيلات أولى عن حال المصفاة بعد الحادث: "وحدة الانتاج الرقم 4 تنتج 200 ألف برميل يومياً في حال سليمة، اما الرقم 3 التي تنتج 120 ألف برميل فأضرارها متوسطة، وأصيبت الوحدة الرقم 5 وانتاجها 122 ألفاً بأضرار كبيرة"، واشار كذلك الى ان وحدتين لانتاج وقود السيارات والغازولين، دمرتا بالكامل وتحتاجان لإعادة بناء وكانت كل منهما تنتج 18 ألف برميل ما يعني انخفاضاً كبيراً في صادرات الكويت من المشتقات النفطية والغازولين. ومن المتوقع ان يلقي حادث مصفاة الاحمدي بظلاله على السوق الدولية للمشتقات النفطية، خصوصاً في آسيا التي تمثل السوق الرئيسية للكويت.