اكدت المعارضة الجيبوتية ان حوالى 200 الف من السكان العفر في جيبوتي الذين يقطنون شمال البلاد يعانون القحط والجفاف وتهددهم المجاعة، في حين تقطعت السبل بحوالى 29 الفاً آخرين كانوا نزحوا خلال السنوات العشر الماضية من جيبوتي الى المناطق الحدودية الاثيوبية - الاريترية حيث حوصروا خلال الحرب التي استمرت عامين بين البلدين، وبدأت الامراض تتفشى بينهم. وقال مسؤول "جبهة إعادة الوحدة والديموقراطية" الجيبوتية المعارضة في اوروبا السيد محمد كدعمي، المقيم في باريس، في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" امس، ان الحرب الاهلية الجيبوتية التي بدأت عام 1990 وانتهت مطلع السنة، اجبرت عشرات الالاف من الجيبوتيين الذين ينتمون الى قومية العفر على النزوح من شمال بلدهم نحو المناطق الاثيوبية والاريترية خلال السنوات العشر الماضية. وزاد ان 20 الفاً منهم لجأوا الى مناطق في سلطنة اوسا العفرية الاثيوبية وتجمعوا في عاصمتها ايساعيتا وفي بلدة الي دعر الحدوديتين، في حين لجأ تسعة الاف اخرين الى مدينتي حرتيلي ورحيتا العفريتين الاريتريتين اللتين تقعان على اطراف مدينة عصب المطلة على البحر الاحمر. واضاف: "ان المجتمع الدولي لا يعرف شيئاً عن اوضاع هؤلاء اللاجئين الجيبوتيين، الذين يعانون سوء التغذية وتتفشى الامراض بينهم، إذ سجلت عشر وفيات خلال شهر". وكان زعيم "جبهة إعادة الوحدة والديموقراطية" السيد احمد ديني وقع في شباط فبراير الماضي في باريس اتفاقاً مع الحكومة الجيبوتية انهى التمرد المسلح في البلاد. ونُفذ معظم بنود الاتفاق، خصوصاً وقف النار وإطلاق المعتقلين السياسيين لدى الحكومة، والجنود الاسرى لدى "الجبهة". وقال كدعمي، انه كان مقرراً استناداً الى الاتفاق، تنفيذ عملية إعادة اللاجئين الجيبوتيين العفر من اثيوبيا واريتريا الى بلداتهم وقراهم في شمال جيبوتي "لكن العملية تأخرت الى ان حاصرتهم الحرب التي انتهت اخيراً، وكانوا بين فكي كماشة: القوات الاثيوبية والقوات الاريترية، وتقطعت بهم السبل في اجواء حرارة مرتفعة وغياب اي معونة او خدمات من الدولتين". واشار الى ان اتفاق ديني مع الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي نص ايضاً على سحب كل قوات المعارضة المسلحة من المناطق التي تتمركز فيها شمال البلاد وتجميعها في مكان واحد، في مقابل انسحاب القوات الحكومية من المناطق الشمالية، خصوصاً المدن والطرق الرئيسية حيث توجد مصادر المياه وتجارة المواشي وغيرها. وقال ان "جبهة إعادة الوحدة والديموقراطية نفذت عملية سحب قواتها وتجميعها، في حين لا تزال القوات الحكومية في مراكزها، وتعيق تنقل الاشخاص والبضائع من الشمال الى جيبوتي العاصمة وبالعكس". وأشار الى ان "البند الرئيسي في الاتفاق يتعلق بموضوع التغيير السياسي والمشاركة الفعلية للمعارضة في السلطة على اسس عادلة. ولا تزال تفاصيل هذا الموضوع قيد التفاوض بين ديني وغيللي، وعلى رغم عدم حصول اي تقدم عملي في هذه المفاوضات، لدينا امل كبير بالتوصل الى صيغة تعيد الاستقرار الشامل لجيبوتي". وتطرق الى القرض الذي قرر الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية منحه الى الحكومة الجيبوتية مقداره 170 مليون دولار، وقال: "جيبوتي في حاجة ماسة الى هذه الاموال، لكننا كنا نأمل من الدول العربية المشرفة على هذا الصندوق، ان تربط منح القرض بحصول تقدم ملموس وسريع في التغيير السياسي من اجل دعم سلام شامل ودائم وعادل في البلاد". الى ذلك، حذر مسؤول "جبهة إعادة الوحدة والديموقراطية" في اوروبا، من بوادر مجاعة بدأت تظهر في شمال جيبوتي وجنوب غربها وتهدد حياة حوالى 200 الف من الغالبية العفرية التي تقطن تلك المنطقة. واشار الى ازدياد سوء التغذية، وتفشي الكوليرا. واكد تسجيل 12 اصابة بالكوليرا أدت الى وفاة ثلاثة اشخاص في مدينة عرتا 40 كيلومتراً من العاصمة. ودعا المجتمع الدولي الى ارسال فرق لتقصي الوضع، مناشداً منظمات الاغاثة ارسال معونات غذائية عاجلة الى المتضررين. وقال ان "الجبهة" باشرت اتصالاتها في هذا الشأن مع المنظمات الفرنسية غير الحكومية لتقديم المساعدات.