اكد سلطان العفر في سلطنة رحيتا السيد عبدالقادر داوود تخلي قبائل العفر عن حلمهم القديم ببناء دولة العفر الكبرى في المثلث الذي يضم أراضي تمتد عبر حدود كل من اريتريا واثيوبياوجيبوتي. وشدد السلطان الذي يُسمى باللغة العفرية دردر ، على ان السلطات العفرية الخمس في المثلث عَزفت عن استخدام السلاح الذي طالما قاومت به الحكومات المتعاقبة في اثيوبياوجيبوتي في محاولات الحصول على دولة للعفر الذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين شخص في مناطق المثلث. وقال السلطان عبدالقادر ل "الحياة" التي زارته في منزله المطل على باب المندب جنوبالبحر الاحمر: "ان وجود العفر في ثلاث دول ليس ظاهرة فريدة في العالم. فهناك قوميات عدة منتشرة بين دولتين أو أكثر. لكن الاسباب التاريخية والموضوعية التي جعلتنا نحمل السلاح لبناء دولتنا العفرية الكبرى، ربما زالت حالياً. وكان ابرزها التهميش المتعمد الذي تعرضنا له على ايدي الحكومات المركزية السابقة في الدول الثلاث التي يقع ضمنها العفر". وأضاف: "بعد التغييرات السياسية التي طرأت على منطقة القرن الافريقي بدءاً من العام 1991، بدأت نظرتنا تتغير نتيجة الاهتمام الذي ابدته الحكومات الجديدة في المنطقة، وتحديداً ما يتعلق بسلطنتي رحيتا التي يقع القسم الاكبر منها في اريتريا". وتابع: "لم تكن في كل منطقة وتكاليا ارض العفر في اريتريا مدرسة واحدة او عيادة واحدة، باستثناء مدرسة ومستشفى في مدينة عصب العاصمة. ومع التغيير السياسي الاخير واستقلال اريتريا ومجيء نظام جديد في اثيوبيا، لدينا الآن 17 عيادة ومستشفى صغيراً و18 مدرسة للمرة الاولى منذ زمن طويل. اضافة الى التفاعل المستمر مع الحكومة المركزية في اسمرا". وتعتبر سلطنة رحيتا اقدم السلطنات في تاريخ المنطقة. وتقوم الى جانبها اربع سلطنات أخرى هي بدو في اريتريا ايضاً، واوسا في اثيوبيا، وتاجوراء وغو بعد في جيبوتي. وأكد السلطان عبدالقادر انه وبقية السلاطين العفر الاربعة الآخرين مقتنعون بأن "لا مبرر حالياً لوجود دولة للعفر، لأن الظروف السياسية والموضوعية اختلفت عن السابق.اذ بدأ كل من العفريين المقيمين في اريتريا أو جيبوتي أو اثيوبيا يشعر بانتمائه الى الوطن الذي يعيش فيه". وسئل عن التمرد العفري المسلح الذي تقوده "جبهة اعادة الوحدة والديموقراطية" بزعامة احمد ديني احمد ضد الحكومة الجيبوتية، فأجاب: "نحن دائماً مع الحق، لكننا في الوقت نفسه، عندما يحصل نزاع داخل اي من دول المثلث، فاننا نُفضل عدم اللجوء الى السلاح وحل المشاكل سلما". ويذكر ان مدينة اوبوك في جيبوتي التي ينتمي اليها احمد ديني تقع ضمن سلطات سلطنة رحيتا التي تقع داخل اريتريا على الحدود مع جيبوتي. وكانت قوات جبهة "اعادة الوحدة والديموقراطية" تقاتل في شمال جيبوتي منذ العام 1991 في محاولة لاطاحة حكم رئيس البلاد حسن غوليد ابتيدون الذي ينتمي الى قبائل العيسى واستطاعت هذه القوات ان تسيطر على مناطق واسعة في شمال جيبوتي وغربها قبل ان تتراجع في نهاية 1994. اذ استطاعت حكومة غوليد شق "الجبهة" التي خرجت منها عناصر قيادية انضمت الى الحكومة وكان من بين عوامل اضعاف الجبهة آنذاك، سد المنافذ التي كانت تستخدمها براً عبر اثيوبيا وبحراً عبر اليمن.