قرأت يوم الخميس 15 حزيران يونيو 2000 مقالاً في "الحياة" تحت عنوان "سعدي يوسف: أساؤوا إليّ وإلى أحلام مستغانمي". وبودي أن أشير الى بعض التوضيحات المهمة: - أنا كارم الشريف كاتب المقال الأصلي في صحيفة "الخبر الأسبوعي الجزائرية" بتاريخ 3 أيار مايو 2000 بعنوان: "هل يختفي سعدي يوسف تحت قلم أحلام؟". وأنا تونسي ولم أزر الجزائر منذ 1978، والشاعر القدير سعدي يوسف يعرفني وبالتالي يعرف أن الموضوع ليس احتدامات جزائرية / جزائرية كما ورد في تصريحه ل"الحياة". - الشاعر القدير سعدي يوسف أكد طيلة الأيام الماضية لاصدقائه داخل لندن وخارجها أن ما كتبته وما تناقلته الصحف العربية من المغرب الى المشرق صحيح لا لبس فيه. وذكر لعدد من الشعراء والمبدعين والصحافيين من اصدقائه ومن بينهم الشاعرة الأردنية زليخة أبو ريشة أنه "ساعد احلام كثيراً في كتابة "ذاكرة الجسد" وجعل منها رواية، لأن المخطوط الذي قدمته له كان مجردٍ انشاء وخواطر لكاتبة مبتدئة. فعاوده على ذلك. - الشاعر القدير سعدي يوسف زار تونس في ربيع 1998 للمشاركة في ملتقى الأدباء الناشئين الذي نظمته محافظة "زغوان" التونسية، وزار القيروان ونزل ضيفا على "نابك" وسجل نزل "ابجان" الذي أقام فيه وما زال يحتفظ بكلمته التذكارية. وفي هذه المدينة وتحديداً بحانة "الروتندة" كشف لجميع الحاضرين من أصدقاء مبدعين عن حقيقة "ذاكرة الجسد" كما قال هو شخصياً، وذاك ما ذكرته في مقالي المنشور بصحيفة "الخبر الأسبوعي الجزائرية". - العديد من المبدعين والمثقفين العرب لهم علم بهذه التصريحات التي أدلى بها الأستاذ سعدي يوسف شخصياً، وهم خيروا، حالياً، الصمت وأنا أتساءل لماذا؟. وليسمح لي الأستاذ سعدي يوسف المحترم أن أتوجه اليه ببعض الأسئلة طالباً منه التكرم بالاجابة عليها: - هل ينكر أنه أدلى بالتصريحات التي نقلتها عنه أعلاه؟ وأدعوه الى أن يوضح لي أين مواطن الافتراء والتحامل على شخصه الكريم. - لماذا انقلب الاستاذ سعدي من التأكيد لمحيطه من الأصدقاء المبدعين الى الانكار على أعمدة الحياة. - ألا ترون معي أن التصريح الذي أدليتم به الى "الحياة" لم ينف تماماً ولم يؤكد تماماً ما كتبته في مقالي. - لماذا لم تتطرقوا في تصريحكم، ولم تشيروا لا من بعيد ولا من قريب الى قصيدتكم عن "اللائي يكتبن رواية مشهورة"؟ فمن هي هذه الرواية المشهورة؟ ومن صاحبتها بالضبط. - ذكرتم أن "ملاحظاتكم لأحلام كانت فنية" وأنكم اقترحتم عليها "استخدام حركة التبادل بين السياق العادي للسرد و"عين الطير" التي تطل من فوق على الأشياء وهي طريقة يستخدمها بعض الكتاب الأميركيين، ولم تكن أحلام قادرة على ذلك وكان صعب عليها". ألا تعتقدون معي ان هذا النفي هو اثبات منكم لصحة وصدق ما جاء في مقالي لعدة أسباب أذكر منها، أن احلام لا تقرأ الروايات والكتب كما أكدت وصرحت بذلك في أكثر من لقاء وحوار معها. وهذا يتناقض مع خصوصيات الأسلوب الذي ذكرتموه، وهو يتطلب حرفية كبيرة وإلماماً واسعاً بالرواية الأميركية لأن الروائيين الذين اعتمدوا هذا الأسلوب لهم مكانتهم المتميزة، ومنهم "همنغواي" وفوكنر" و"هنري ميلر" و"شتاينباك" وأيضاً الشاعر الأميركي و"يتهان". واذا كان سعدي يوسف يؤكد أن اعتماد مثل هذا الأسلوب كان صعباً على احلام ولم تكن قادرة عليه فمن الذي أدخل هذا الأسلوب الذي كان من أبرز الخصائص الفنية في "ذاكرة الجسد"، هل هو الاستاذ سعدي أم أحد غيره؟ هذه مجرد ايضاحات وتساؤلات أردت ان أرد بها على "نفي اثبات" الاستاذ القدير سعدي يوسف في "الحياة" وأسأله الاجابة.