تراجعت الحماسة الأميركية للعمل على تأمين مساعدات للبنان، من أجل المساهمة في إعادة إعمار الجنوب بعد وعود وتصريحات لمسؤولين أميركيين تلت الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، نتيجة الموقف اللبناني الرافض للتساهل في موضوع خط الحدود الذي وضعه خبراء الأممالمتحدة مع إسرائيل. وقالت مصادر أميركية إن وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت كانت "غير مسرورة" بعد مكالمات هاتفية طويلة مع رئيس الجمهورية إميل لحود سبقت بيان مجلس الأمن الذي أكد تنفيذ إسرائيل القرار الدولي الرقم 425. وأضافت أن لحود لم يبد أي مرونة في أثناء هذه الاتصالات ورفض مسايرة أولبرايت التي رمت بثقلها لإصدار البيان قبل وصول الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى المنطقة. وكانت واشنطن ألمحت الى إمكان عقد مؤتمر للدول المانحة لمساعدة لبنان بعد الانسحاب الإسرائيلي، لكن الموضوع تحوّل الى اتصالات أجراها البنك الدولي من أجل تأمين عدد من القروض تشارك فيها، إليه، مؤسسات وصناديق تمويل دولية. وقالت مصادر ديبلوماسية إن وزارة الخارجية الأميركية عدلت عن إرسال طلب مساعدات إضافية للبنان الى الكونغرس الأميركي، كانت تنوي التقدم به الأسبوع المقبل، ليضاف الى موازنة المساعدات الخارجية للعام 2001 التي تناقش الآن. وتبلغ المساعدات السنوية للبنان 12 مليون دولار، وطلب عدد من أفراد الكونغرس من أصل لبناني رفعه الى 18 مليوناً للعام 2001، وأدخلت الزيادة في مشروع الموازنة. وذكرت مصادر أميركية أن لبنان لم يبد حماسة في الأصل لموضوع مؤتمر الدول المانحة، خصوصاً بعدما نفذت إسرائيل الانسحاب من لبنان من دون اتفاق مسبق مع سورية. وأضافت أن هذا الانطباع الأميركي تكوّن بعد لقاءات عدة مع مسؤولين لبنانيين متابعين لهذا الملف. وفي بيروت، دعا السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، الجميع الى "التقيد بالقرارات الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة والتي وافق عليها مجلس الأمن، واحترام هذه القرارات". وتوقع أن يحصل ذلك "ونريده أن يحصل في أقصى سرعة ممكنة". وأضاف "من المهم أن ينعم الجنوب وأهله بحياة طبيعية وهادئة"، نافياً أن يكون هناك ارتباط بين نشر الجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب. وقال "موقفنا هو أيضاً موقف الدول المانحة، ومن الواضح أن الإمكانات المتوافرة لدينا للمساهمة في إعادة إعمار الجنوب وتطويره ستكون عاملاً مرتبطاً بالاستقرار الأمني الذي سيتحقق في الجنوب اللبناني".