كامب زايست - رويترز، أ ب - استمعت المحكمة الإسكتلندية في كامب زايست أمس الى شهادة الشريك الثاني في شركة "ميبو" السويسرية إدوين بولييه في شأن علاقته المزعومة بالليبيين المتهمين بالتورط في تفجير طائرة الركاب الأميركية فوق لوكربي سنة 1988. وكانت المحكمة إستكملت أول من أمس إستجواب الشريك الأول في "ميبو" إروين ميستر واستمعت الى قرابة ساعة من شهادة شريكه بولييه. ويتهم الإدعاء الإسكتلندي الشركة السويسرية ببيع ليبيا أجهزة توقيت إستُخدمت في عملية تفجير طائرة ال"بان أميركان" فوق لوكربي، وهو الحادث الذي أوقع 270 قتيلاً. وقال إدوين بولييه لمحامي الادعاء الآن تيرنبول إن "ميبو" باعت ليبيا 20 جهاز توقيت سنة 1985، وانه وشريكه ميستر حضرا تجارب أُجريت في صحراء سبها قرب طرابلس على أجهزة توقيت باعاها لأعضاء في الإستخبارات الليبية. وقال: "كنت حاضراً عندما وُصل جهازا توقيت بقنابل". وأضاف بولييه، وفقاً للترجمة التي قدمتها المحكمة لشهادته الى الإنكليزية من الألمانية، وهي اللغة التي تحدث فيها: "نعم، فُجّرت قنابل طائرات". ولم يُوضح ماذا يقصد ب"قنابل طائرات"، ولم يسأله الإدعاء توضيح ما يقصد. وأقر بولييه بأنه باع الليبيين 20 جهاز توقيت من نوع "أم. آس. تي-13"، وهو النوع الذي يقول الإدعاء انه إستُخدم في تفجير لوكربي. وقال انه كان يأمل ان يطلب الليبيون "الآف" أجهزة التوقيت من شركته. وأضاف انه نقل شخصياً الى الليبيين أول خمسة أجهزة توقيت وآخر عشرة، في حين نُقلت الأجهزة الخمسة الباقية عبر السفارة الليبية في ألمانياالشرقية. وقال بولييه، من دون أن يُسأل، ان شركة في فلوريدا كانت تصنع أجهزة توقيت مماثلة لوكالة الإستخبارات المركزية الأميركية. لكن المحامي تيرنبول أعاده مجدداً الى موضوع علاقته بليبيا، فأقر بأن المتهم عبدالباسط المقرحي هو الشخص الذي كان يتعامل معه قبل حادث لوكربي في 1988. وأضاف انه لا يعرف مركز المقرحي في الإستخبارات الليبية، لكن الواضح أنه مسوؤل رفيع. وقال انه التقى المقرحي مرات عدة في طرابلس، وأيضاً في مركز شركة "ميبو" في زوريخ، وان آخر مرة القاه فيها كانت أواخر 1987 أو بداية 1988. وكان شريك بولييه، إروين ميستر، أقر الإثنين تحت ضغط أسئلة الدفاع، ان ل "ميبو" تاريخاً طويلاً من بيع أجهزة تُستخدم في عمليات التجسس وأجهزة التوقيت لألمانياالشرقية، وليس فقط لليبيا. وأقر ميستر أيضاً بأن شريكه بولييه لم يُخبر محققي الشرطة لدى بدء التحقيق في قضية لوكربي، بأنه باع أجهزة توقيت لجهاز الأمن الألماني الشرقي "ستازي". لكن محامي الدفاع ديفيد بيرنز رد عليه: "لقد أخفيتم عن السلطات ان ميبو زوّدت أجهزة توقيت من نوع "أم. أس. تي" ل "ستازي" ... لهذا السبب إتهمتم ليبيا: للفت الإنتباه بعيداً عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة". ومعلوم ان محامي الدفاع عن الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة قالوا في الجلسة الأولى للمحكمة في 3 أيار مايو الماضي ان جماعتين فلسطينيتين مسؤولتان عن تفجير طائرة ال "بان أميركان". واتهم الدفاع في المحكمة أول من أمس ميستر وبولييه بأنهما حاولا إبتزاز السيد عزالدين الهنشريي، أحد المتعاملين التجاريين الليبيين معهما، في شباط فبراير 1991، بعد زيارة قام بها محققون سويسريون اليهما للتحقيق في ملابسات تفجير الطائرة الأميركية. وأقر ميستر بأن كتب رسالة للهنشيري يُبلغه فيها بتحقيق الشرطة ويعرض عليه ان يلجأ الى إبلاغ السلطات بأن أجهزة التوقيت بيعت لشخص ما في بيروت وليس لليبيا. وقال ان الرسالة إختتمت بالسؤال هل في الإمكان إجراء مزيد من التعامل التجاري مع ليبيا. ورد عليه المحامي بيرنز: "أليس ذلك محاولة مفضوحة للحصول على تجارة، تجارة مربحة، في مقابل قول أكاذيب؟". لكن ميستر نفى ذلك، مشيراً الى ان الرسالة هدفت الى إبلاغ الهنشيري بتحقيق الشرطة لأنه وبولييه يخشيان على حياتهما. واعتبر بيرنز أيضاً ان ميستر يكذب في قوله ان الليبيين أعادوا اليه جهاز توقيت كان يريد بيعه لهم، وهي موضوعة على نفس الوقت الذي إنفجرت فيه الطائرة الأميركية فوق لوكربي السابعة والنصف مساء 21 كانون الأول/ديسمبر. وقال ميستر انه سافر الى سورية سنة 1984 لبيع أجهزة إتصالات، لكنه لم ينجح في إجراء صفقة. وأكد انه لم يلتق أعضاء في "القيادة العامة" التي تتخذ من دمشق مقراً لها. وفي جلسة بعد ظهر أول من أمس، إستمعت المحكمة الى جزء من شهادة بولييه الذي أقر بأن شركته جهّزت حقائب يمكن ان تُستخدم في عمليات تفجير عن بُعد. وقال ان "ميبو" حوّلت أجهزة إتصال عادية من صنع شركتي "سويس تليكوم" و"موتورولا" الى أجهزة توقيت يمكن تفجيرها عن بُعد. لكنه قال ان شركته لم تبع متفجرات، بل أجهزة توقيت.