} قال محامو الدفاع في قضية لوكربي أمام محكمة كامب زايست أمس ان أجهزة تسجيل كشفتها الشرطة الألمانية في شقة كان يشغلها فلسطيني "اختفت" قبل قليل من تفجير طائرة "بان أميركان" سنة 1988. كامب زايست هولندا - رويترز - يتهم الإدعاء الاسكتلندي الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة اللذين يحاكمون في كامب زايست بتهمة التورط في انفجار طائرة "بان اميركان" في 1988 بوضع جهاز تسجيل من نوع توشيبا "بومبيت" محشو بمتفجرات في طائرة الركاب الأميركية التي انفجرت فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية. لكن الدفاع الذي يتهم منظمات فلسطينية متشددة بالوقوف وراء عملية التفجير، سعى خلال جلسة المحكمة أمس الى إظهار ان جهاز التسجيل المفخخ يمكن ان يكون بدأ رحلته الى الطائرة الأميركية من المانيا، وليس مالطا، بحسب ما يقول قرار الاتهام. ويقول الإدعاء ان المقرحي وفحيمة وضعا جهاز التسجيل في حقيبة سامسونايت على متن رحلة للخطوط المالطية متجهة من مطار لوقا الى مطار فرانكفورت حيث تم نقلها هناك الى طائرة تابعة لشركة "بان أميركان". وتعرّض رجال شرطة المان خلال جلسة المحكمة أمس لوابل من أسئلة الدفاع الذي اضطرهم في النهاية الى الإقرار بأن المحققين الألمان يمكن ان يكونوا فشلوا في مصادرة أجهزة تسجيل خلال تفتيشهم شقة يوم 26 تشرين الأول اكتوبر 1988. وفُتشت الشقة خلال عملية واسعة تُعرف باسم "أوراق الخريف" صادرت خلالها أجهزة الأمن الألمانية من منازل يقطنها أعضاء في جماعة فلسطينية اسلحة وقنابل وأجهزة تدخل في تركيب المتفجرات. وقال شرطي الماني للمحكمة انه رأى حوالى عشر مسجلات خلال تفتيشه شقة لفلسطيني يُعتقد بأنه عضو في "الجبهة الشعبية - القيادة العامة" يتهمها الدفاع و"جبهة النضال الشعبي" بالضلوع في تفجير الطائرة الأميركية. وقال محامي الدفاع ريتشارد كين للشرطي الشاهد بعدما عرض لائحة بأغراض صادرتها الشرطة الألمانية ولم يكن بينها أي إشارة الى أجهزة التسجيل: "أليست الحقيقة انك تركت عشر مسجلات في قبو منزل الرجل الفلسطيني؟". ورد الشرطي بأنه لم يكن مسؤولاً عن وضع لائحة بالأغراض التي أخذها رجال الأمن من الشقة. وشهد كذلك ضابط أكبر في الشرطة الألمانية مُقراً بأنه "نظرياً" يمكن ان تكون أجهزة التسجيل نُقلت سراً من الشقة في الفترة بين دهمها للمرة الأولى وعودة رجال الشرطة اليها ثانية لإجراء عملية بحث أوسع. وقال ضباط في الشرطة انهم يعتقدون ان الشقة كانت تُستخدم لإعداد قنابل. وعُرضت أمام المحكمة صور تابعة للشرطة تضمنت طاولة عليها أجهزة الكترونية وأسلاك ومعدات أخرى. وظهر على الطاولة أيضاً جهاز تسجيل، لكن الشرطة قالت انه لم يكن مُفخخاً. وشهد خبير في وحدة "بي. كي. آي" في الشرطة الألمانية بأن جهاز تسجيل آخر عُثر عليه في صندوق سيارة في مدينة نويس كان بالفعل مُفخخاً ومُخصصاً لكي ينفجر في طائرة. وأضاف ان الجهاز كان مزوداً جهاز توقيت "باروميتر" ينفجر عندما تصل الطائرة الى ارتفاع مُعيّن. ويقول الإدعاء ان جهاز التفجير المستخدم في "بان أميركان" كان يعمل بطريقة مختلفة ومن صنع شركة "ميبو" السويسرية. وقال خبير الشرطة ان جهاز التسجيل المفخخ الذي عثروا عليه في عملية الدهم لا يمكن ان يكون هو المسؤول عن تفجير الطائرة الأميركية، لأنه كان سينفجر في الجو خلال الجزء الأول من رحلة الطائرة من فرانكفورت الى هيثرو في لندن. لكن الخبير أقر تحت ضغط أسئلة الدفاع بأن جهاز التفجير يُمكن ان يُنقل يدوياً من فرانكفورت الى لندن ثم يوضع في الطائرة في الجزء الثاني من رحلتها الى مطار جون أف كنيدي في نيويورك. وأشار الى ان توقيت الانفجار 38 دقيقة بعد اقلاع الطائرة يتوافق "تقريباً" مع الجهاز المفخخ الذي عثر عليه المحققون في عمليات الدهم في المانيا. وينهي الإدعاء عرض قضيته الإثنين او الثلثاء. ومنح قُضاة المحكمة أمس الدفاع مهلة أسبوع جديد لكي يُقرروا وضعهم والشهود الذين يريدون استقدامهم.