في خطوة تعزز الاتجاه الى حل تدريجي لمشكلة جوازات السفر في تونس، حصل نائب رئيس رابطة حقوق الانسان خميس قسيلة والطبيب مصطفى بن جعفر الذي يتزعم "المنتدى الديموقراطي" حزب غير مرخص له على جوازي سفرهما. وكان الرئيس السابق للرابطة الدكتور منصف المرزوقي حصل على جوازه الاسبوع الماضي إلا أنه مُنع من مغادرة البلد بسبب وجود ملاحقة قضائية في حقه تتعلق بالانتماء الى "المجلس الوطني للحريات" غير مرخص له والذي ينتمي اليه أيضاً بن جعفر. وفيما يرجح أن يكون قسيلة قادراً على السفر كونه أطلق من السجن العام الماضي بعدما أمضى غالبية الفترة التي قررتها المحكمة في حقه ثلاثة أعوام، يخشى أصدقاء بن جعفر أن يلقى الأخير مصير المرزوقي لأنهما خاضعان لملاحقة قضائية مشتركة. وكان موضوع الحرمان من الجوازات أثار جدلاً في الفترة السابقة خصوصاً من جانب "الرابطة" التي طلبت من السلطات منح الجوازات لأكثر من ثلاثين من السياسيين وناشطي حقوق الانسان ما استدعى تدخلاً علنياً من الرئيس زين العابدين بن علي لحض السلطات الادارية على اعطاء الجوازات الى أصحابها ان لم تكن هناك ملاحقات جارية في حقهم. قضية بن فضل على صعيد آخر، أفيد أمس ان كبير قضاة التحقيق التونسيين فوض "فرقة مكافحة الجريمة" مباشرة التحقيق في محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس تحرير الطبعة العربية لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" سابقاً رياض بن فضل الثلثاء قبل الماضي على أيدي مسلحين لاذا بالفرار لدى مغادرته بيته في ضلمية قرطاج. وأثارت الحادثة موجة من الامتعاض والقلق في الأوساط الاعلامية والسياسية. الا أن الرئيس بن علي استقبل بن فضل لاحقاً وطمأنه الى أن التحقيق سيأخذ مجراه لكشف الجناة. إضراب جوع من جهة أخرى، قال محامو عضو حزب العمال الشيوعي عبدالمؤمن بالعانس انه يتابع اضراباً عن الطعام منذ أكثر من اسبوعين في السجن المدني في العاصمة تونس. وقضت محكمة العام الماضي بسجن بالعانس وأعضاء آخرين في حزبه بينهم زعيم الحزب الذي يعيش في السرية حمة الهمامي فترات تراوح بين عام وسبعة أعوام. وتزامن اضراب بالعانس مع اضراب مماثل شنه سجناء حركة "النهضة" المحظورة في السجون منذ مطلع التسعينات. وكانت هيئات انسانية في مقدمها رابطة حقوق الانسان حضت السلطات في بيانات أصدرتها أخيراً على تحسين ظروف الاعتقال في السجون واطلاق السجناء الذين يعانون من أوضاع صحية دقيقة. وأفاد ناشطون في جمعيات حقوقية "الحياة" ان عشرات من أقرباء السجناء وأعضاء "رابطة حقوق الانسان" و"جمعية النساء الديموقراطيات" ومحامين وسياسيين تجمعوا أمام السجن المدني في العاصمة أول من أمس تضامناً مع عبدالمؤمن بالعانس. وأوضح هؤلاء ان سلطات السجن سمحت لزوجته بزيارته، إلا أن الأخيرة أعلنت انها شنت "اضراب جوع" تضامناً معه.