اتهم المعارض الصربي فوك دراشكوفيتش السلطات الصربية في بلغراد بتدبير محاولة الاغتيال التي تعرض لها في مدينة "بودفا" على ساحل البحر الادرياتيكي، فيما أقالت حكومة الجبل الأسود عدداً من قادة الشرطة في منطقة الحادث. وأبلغ دراشكوفيتش عدداً من الصحافيين الذين زاروه بعد عودته الى منزله في بودفا انه "واثق تماماً من ان الهجوم من تدبير جهاز الأمن السري في صربيا". وقال: "ان القرار الرامي الى تصفيتي جسدياً، لا يمكن ان يكون في مصلحة أي شخص سوى من يحكم هذا البلد، وهو سلوبودان ميلوشيفيتش". واوضح ان ميلوشيفيتش "يريد ازاحته كزعيم لأكبر الاحزاب السياسية التي تسعى الى اطاحته، إما بقتله أو إرغامه على التراجع عن النهج الذي يسلكه أو جعله مضطراً لمغادرة البلاد". ووصف دراشكوفيتش صربيا بأنها "دولة ارهابية وعصابات المافيا"، واشار الى ان حكامها "حولوا البلاد الى معسكر اعتقال، وعمت الفوضى ولا وجود لأي نظام قضائي، وغدت في وضع سيء، وتحولت الى سرطان منطقة البلقان". وأشار الى ان السلطات الصربية كانت اعتقلت الذين يتولون حمايته قبل حوالى شهر عند عودته من موسكو، وقال: "يبدو ان ذلك كان ضمن الترتيبات الخاصة لما اقدموا عليه في بودفا". وانتقدت دانيتسا زوجة دراشكوفيتش سلطات الجبل الأسود، وقالت: "لم تكن هناك شرطة لحمايتنا، ولا أعلم سبباً لذلك، فقد ابلغونا أننا لسنا في حاجة الى حماية أمنية". ومن جانبه أعلن رئيس حكومة الجبل الأسود فيليب فويانوفيتش، انه "أقال عدداً من المسؤولين الامنيين في منطقة الحادث، من بينهم قائدا الشرطة في منطقتي بودفا فيليزار ماروفيتش وبار بوجو لاكيتش". واضاف انه "سيتم استجواب وزير الداخلية في حكومة الجبل الأسود فوكاشين ماداش، والطلب منه ان يقدم استقالته، اذا ظهر تقصيره في توفير الحماية لدراشكوفيتش". ونقل تلفزيون العاصمة بودغوريتسا امس عن نائب وزير داخلية الجبل الأسود فوك بوشكوفيتش انه "عثر على سبع رصاصات مسدس اطلقت على دراشكوفيتش". وأضاف انه "تم اعتقال الذين اطلقوا النار على دراشكوفيتش ومعهم الأسلحة التي نفذوا بها الاعتداء، وظهر من التحقيقات معهم انهم جاؤوا من صربيا لتنفيذ هذه الجريمة". وقال: "أصبحنا على علم بالذين وجهوهم ووضعوا لهم الخطط لمتابعة دراشكوفيتش وتصفيته". وفسر المراقبون تصريح المسؤول في حكومة الجبل الأسود بأنه اشارة الى حكومة بلغراد. ومعلوم ان دراشكوفيتش، وهو كاتب روائي صربي شهير وذو شعبية واسعة، أصبح زعيماً سياسياً منذ عشر سنوات عندما أسس حزب "حركة التجديد الصربية" الذي يعتبر حالياً أكبر الاحزاب المعارضة في صربيا. وتلقى دراشكوفيتش رسائل تضمنت الارتياح الى نجاته من محاولة الاغتيال، من بينهم وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف والمسؤول في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمطالب بعرض يوغوسلافيا الأمير الكسندر كاراجورجيفيتش