} ازدادت المشاكل السياسية في صربيا تعقيداً. وفي وقت تتواصل التظاهرات المطالبة باستقالة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في العاصمة بلغراد ومدن أخرى. وجاء حادث السير الذي نجا منه باعجوبة رئيس حزب "حركة التجديد الصربية" فوك دراشكوفيتش، ليثير تساؤلات حول الصراعات المتصاعدة بعدما أكد الأخير ان الحادث كان مدبراً وهو محاولة اغتيال. تعرض رئيس "حركة التجديد الصربية" فوك دراشكوفيتش لحادث سير في منطقة تبعد نحو 60 كيلومتراً الى جنوب بلغراد في الطريق الرئيسية المؤدية الى مدينة لازاريفاتس أول من أمس. واعترضت شاحنة تسير في الاتجاه المعاكس لموكب دراشكوفيتش واصطدمت به، ما أسفر عن قتل ثلاثة أشخاص كانوا في السيارة الأولى المخصصة لحماية الموكب وهم: زفونكو اوسمايليتش مدير مركز رياضي في بلغراد ودراغان فوسوريفيتش وفوشكو راكوتشيفيتش عضوان في الحزب الذين احترقت سيارتهم الى حد لم يكن بالامكان معرفة نوعها. وقتل في الحادث أيضاً فيسيلين بوشكوفيتش رئيس دائرة تسجيل أراضي بلغراد وهو شقيق دانيتسا زوجة دراشكوفيتش وكان يقود السيارة التي كانا فيها، فيما أصيبا الزوجان بجروح غير خطرة. ووجدت الشاحنة التي تضررت هي الأخرى بشكل كبير في موقع الحادث، وفرّ منها سائقها الذي لاحقته الأجهزة الأمنية الصربية وقبضت عليه أمس. وأعلنت وزارة الداخلية الصربية انه "يخضع للتحقيق من أجل كشف سبب الحادث". ووصف دراشكوفيتش الحادث الذي تعرض له بأنه "كان محاولة اغتيال"، وأضاف في تصريح أدلى به في المستشفى الذي عولج فيه الى تلفزيون بلغراد "ستوديو ب" التابع لحزبه ان "الشاحنة انحرفت عن الخط الذي كانت تسلكه باتجاه الموكب من دون سبب. واصطدمت بالسيارة التي كانت تقل الحرس الخاص ثم السيارة التي كنت فيها". وتوعد دراشكوفيتش منفذي الحادث من دون ان يسميهم وقال: "عليهم أن يدركوا منذ الآن ماذا سيحل بهم". واعتبر رئيس الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش الذي يقود التظاهرات الحالية في صربيا في تصريح أمس ان الحادث "لا يمكن أن تدبره غير الحكومة الصربية"، وأضاف قائلا ان "ما يدعو الى الدهشة هروب سائق الشاحنة". ومعلوم ان فوك دراشكوفيتش 52 سنة يتزعم حزب "حركة التجديد الصربية" الذي يصنف بأنه أكبر الأحزاب المعارضة في صربيا. وهو سياسي قومي واسع الشهرة والنفوذ، ويعتبر واحداً من أكثر الزعماء السياسيين الصرب إثارة للجدل بسبب تأرجح مواقفه من الأوضاع في صربيا. وكان نائباً لرئيس الوزراء في جزء من فترة الغارات الجوية التي شنها الحلف الأطلسي على يوغوسلافيا. وعارض واقيل لكنه لا يؤيد تظاهرات المعارضة اليومية ضد ميلوشيفيتش. ووصف هذه التظاهرات بأنها "مضيعة للوقت" وحذر من أن استمرارها "يمكن أن يؤدي الى حرب أهلية في يوغوسلافيا". وحسب رأي دراشكوفيتش فإن "الوسيلة الأفضل لاطاحة ميلوشيفيتش هي الانتخابات العامة التي يبدي المواطنون فيها رأيهم من أجل حسم المستقبل السياسي لصربيا". ويشير مراقبون ان موقف دراشكوفيتش بعد الحادث الذي تعرض له، سيقرر مدى امكانية التظاهرات في ازاحة ميلوشيفيتش "بعدما بدأت تفقد زخمها بسبب معارضة دراشكوفيتش لها"، خصوصاً بانضمامه الى أو وقوفه ضدها اعتماداً على المسؤول عن "محاولة اغتياله" اذا ثبت ذلك. ويذكر ان دراشكوفيتش هو أحد أشهر أدباء الصرب القوميين، وله قصص وروايات عدة منشورة لاقت رواجاً كبيراً.