تعرض السياسي الصربي المعارض فوك دراشكوفيتش لمحاولة اغتيال اول من امس، هي الثانية التي استهدفته خلال ثمانية اشهر. واتهمت دانيتسا زوجة دراشكوفيتش الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش وزوجته ميرا ماركوفيتش بتدبير الحادث الذي وقع اثناء قضائه عطلة خاصة في المنزل الذي يملكه في مدينة "بودفا" في منطقة ساحل جمهورية الجبل الاسود على البحر الادرياتيكي. وذكر اوغنين بريبيتشيفيتش القيادي في حزب "حركة التجديد الصربية" الذي يتزعمه دراشكوفيتش انه "اصيب بجرحين في رأسه ونقل الى مستشفى مدينة كوتور القريبة، وهو حالياً في مكان آمن". ووصف هذه المحاولة بأنها "عمل ارهابي" اسوة بحادث "السير المدبّر" الذي تعرض له دراشكوفيتش في تشرين الاول اكتوبر الماضي وأسفر عن مصرع صهره وثلاثة من مرافقيه. وربط المراقبون بين الحادثين، متهمين حكومة ميلوشيفيتش التي كان اتهمها دراشكوفيتش نفسه بالحادث الاول. واضاف بريبيتشيفيتش انه التقى دراشكوفيتش الذي قال له انه "رأى ثلاثة اشخاص اطلقوا الرصاص عليه من مسدساتهم عبر النافذة فيما كان جالساً في الصالون يشاهد التلفزيون، وان الجيران أبلغوا الشرطة بالحادث". ومن جانبها ذكرت مصادر الشرطة في الجبل الاسود انه تم تطويق المنطقة التي وقع فيها الحادث في مدينة بودفا "وان تحقيقاً يجري ولا يزال الجناة مجهولين". وكان دراشكوفيتش قاد اواخر 1996 واوائل 1997 تظاهرات استمرت حوالى ثلاثة اشهر عندما ماطلت حكومة ميلوشيفيتش في الاعتراف بالفوز الذي حققته المعارضة في الانتخابات المحلية، وادى انضمامه اخيراً الى الاحتجاجات الشعبية في بلغراد والمدن الصربية الاخرى، الى اعطاء زخم كبير لحركة المعارضة الحالية المطالبة باجراء انتخابات مبكرة في صربيا. لكن هذه المحاولة اعادت التساؤلات حول استهداف شخصية موصوفة ب"الاعتدال القومي" كفوك دراشكوفيتش الذي تقلّب بين الحكومة والمعارضة وأدت مواقفه في احيان كثيرة الى انقسامات في صفوف المعارضة. وكانت يوغوسلافيا شهدت في الاشهر الاخيرة سلسلة من حوادث القتل، كان من بينها اغتيال زعيم ميليشيا "النمور الصربية" جيكيكو راجناتوفيتش "اركان" ورئيس شركة الخطوط الجوية اليوغوسلافية "يات" جيكا بيتروفيتش، والتي ارتبط بعضها بالسياسة، وبعضها الآخر بالجريمة المنظمة.