وجه الادعاء العام الروسي رسمياً تهمة "النصب والاحتيال" الى رئيس المؤتمر اليهودي البليونير فلاديمير غوسينسكي، وأصبح أمامه خياران: إما البقاء في السجن بانتظار محاكمته أو الإفادة من قانون العفو الذي يشمله كونه يحمل "وسام الصداقة بين الشعوب". ولكنه اذا خرج من السجن بناء على العفو يكون قد أقر بالتهم الموجهة اليه. وظل مساعدو غوسينسكي وسائقو سياراته وحراسه يرابطون امام أبواب سجن بوتيركا منذ صباح امس في انتظار الإفراج عنه، لكن انتظارهم طال بلا جدوى. وقال هنري ريبزنيك المحامي الشهير الذي يرأس فريق الدفاع عن غوسينسكي ان موكله سيرفض الخروج من السجن احتجاجاً على معاملة النيابة العامة "التعسفية له" وان المحققين سيتوسلون اليه لكي يتنازل ويغادر سجنه. ومن جهة اخرى، تساءل فياتشيسلاف نيكونوف المحلل السياسي المعروف عن سرّ اعتقال غوسينسكي على رغم وزنه السياسي من دون سواه علماً ان اقطاب آخرين للمال في روسيا ارتكبوا تجاوزات، بل جرائم اكبر من مخالفات غوسينسكي. وقال انها "بداية غير ناجحة لحملة بوتين ضد الفساد". وتوقع يفغيني كيسيلروف نائب مدير قناة "ان.تي.في" التي يملكها غوسينسكي ان من الممكن ان يعمد الكرملين في حال رفض غوسينسكي الرضوخ لشروطه الى ايصال مؤسسة "ميديا موست" الى الافلاس عبر ضغطه على شركة "غاز بروم" الضخمة التي تملك جزءاً كبيراً من اسهمها. وقال الكسي فينديكتوف مدير اذاعة "صدى موسكو" التابعة ايضاً لغوسينسكي ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعا رجل الاعمال السجين لتناول الغداء معه امس في 15 حزيران يونيو في قصر فرساي وان مساعدي غوسينسكي ابلغوا شيراك ان ضيفه لن يحضر لأن "النظام الداخلي لسجن بوتيركا لا يجيز ذهاب نزلائه الى فرساي". وفي خطوة غير عادية طالب الرئيس السابق بوريس يلتسين مسؤولو وسائل الاعلام التي يديرها غوسينسكي، الرئيس السابق بورس يلتسن باستقبالهم لمعرفة المزيد عن اعتقال رئيسهم. وقال فينديكتوف ان يلتسن "مسؤول" عن الوضع الحالي، معيداً الى الأذهان "تسامح" الرئيس السابق مع الصحافة خلافاً لما يحدث. وكرر فلاديمير بوتين امس الجمعة من برلين قوله السابق ان النيابة العامة الروسية، لم تكن ملزمة "القاء القبض على غوسينسكي لكنه اضاف انه ليس لديه ما يبرر القول ان النيابة اخلت بالقانون في تعاملها مع قضيته.