هاجم عشرات المقنعين المسلحين بالرشاشات مباني مؤسسة "ميديا موست" الاعلامية الكبرى في العاصمة الروسية، وقطع صاحبها فلاديمير غوسينسكي زيارته الى اسرائيل وعاد الى موسكو لإصدار بيان احتجاج. يذكر ان المؤسسة انتقدت بشدة حكومة بوتين. وأعلنت النيابة العامة لاحقاً ان المسلحين من عناصر مديرية مكافحة الاجرام وشرطة الضرائب، وكان هدف الاقتحام البحث عن قرائن تثبت تورط المؤسسة في انتهاك حرمة الحياة الشخصية لمواطنين وكشف اسرار تجارية ومصرفية. الا ان ادارة "ميديا موست" قالت ان التحريات كان هدفها مصادرة مواد "تفضح الفساد في هيئات السلطة واجهزة الأمن". واعتبرت العملية انتهاكاً للدستور وتطاولاً على حرية الصحافة. ومعروف ان غوسينسكي، وهو نائب رئيس المؤتمر اليهودي في روسيا ونائب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، كان أيد الرئيس الروسي بوريس يلتسن الا انه اختلف مع مرافقه السابق الكسندر كورجاكوف الذي أصدر أوامر في حينه بتفتيش مباني مؤسسة "موست". وأصدر قادة عدد من الاحزاب الكبرى بيانات استنكروا فيها ما جرى امس. وقال الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان "ما يحصل مثير للقرف ... ومحاولة لكم أفواه من يفكر ويتحدث بطريقة مخالفة للسلطة". ويذكر ان "ميديا موست" تضم محطة التلفزيون "ان.تي.في" وإذاعة "صدى موسكو" وصحيفة "سيفودنيا" ومجلة "ايتوغي" وعدداً من وسائل الاعلام الاقليمية وتتمتع بنفوذ واسع. وفي أول رد فعل على الانتقادات ذكر مصدر في اجهزة الامن ان التحريات اسفرت عن اكتشاف اجهزة لالتقاط المكالمات الهاتفية بما فيها التي تجرى عبر الهواتف النقالة، كما اكتشفت غرفة كانت ترصد منها أحاديث العاملين في "ميديا موست" نفسها.