شارلروا بلجيكا - أ ف ب - انتزعت يوغوسلافيا العائدة الى النهائيات منذ عام 1984 تعادلاً ثميناً من سلوفينيا 3-3 بعشرة لاعبين في شارلروا في ختام الجولة الاولى من منافسات المجموعة الثالثة. وسجل سافو ميلوسيفيتش 67 و73 وليوبينكو درولوفيتش 70 اهداف يوغوسلافيا، وزلاتكو زاهوفيتش 23 و57 وميران بافلين 52 اهداف سلوفينيا. وكانت سلوفينيا في طريقها الى تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل عندما تقدمت 3-صفر، وظن الجميع ان المنتخب اليوغوسلافي سيمنى بخسارة مذلة خصوصاً بعد طرد مدافع لاتسيو الايطالي سينيسا ميهايلوفيتش لحصوله على الانذار الثاني في الدقيقة 54، لكن حصل ما لم يكن في الحسبان حيث نجح المنتخب اليوغوسلافي في اجتياز محنته وحقق ما لم يستطع تحقيقه بصفوف مكتملة وسجل 3 اهداف في مدى ست دقائق مدركاً التعادل وتفادى بالتالي الخسارة. ويعود الفضل في انجاز اليوغوسلاف الى مهاجم سرقسطة الاسباني ميلوسيفيتش الذي سجل هدفين ونجم بورتو البرتغالي درولوفيتش الذي سجل هدفاً وكان وراء هدف التعادل. ولقنت سلوفينيا جيرانها اليوغوسلاف درساً في فنون اللعبة منذ انطلاق المباراة، حيث سيطرت على مجرياتها ولم تفسح في المجال امام اليوغوسلاف للدخول في اجوائها، فاحكمت قبضتها على وسط الملعب بقيادة الثنائي زلاتكو زاهوفيتش وميران بافلين واعتمدت على الكرات القصيرة التي اربكت لاعبي وسط يوغوسلافيا اكثر من مرة فضلاً عن التمريرات البينية والعرضية الطويلة باتجاه ملادن رودونيا وساسو يودوفيتش. ولم يكن من حل امام اليوغوسلاف، الذين غاب التجانس بين خطوطهم الثلاثة، سوى ارتكاب الاخطاء بحق السلوفينيين للحد من خطورتهم. وسجلت سلوفينيا ثلاثة اهداف قبل ان يعود الانسجام الى صفوف اليوغوسلاف في منتصف الشوط الثاني ونجحوا في ادراك التعادل. وابان لاعبو سلوفينيا، الذين يشاركون في النهائيات للمرة الاولى منذ استقلالهم عام 1991 عن يوغوسلافيا بالذات، عن مؤهلات فنية عالية لكن نقص الخبرة حال دون تحقيقهم فوزاً مستحقاً يرفع معنوياتهم في المباراتين المتبقيتين ضد اسبانيا والنروج على التوالي وبالتالي تعزيز الحظوظ لحجز احدى البطاقتين المؤهلتين الى ربع النهائي. وكان العرض السلوفيني القوي متوقعاً لأن تأهلها الى النهائيات لم يكن وليد المصادفة بل عن جدارة حيث تخطت اوكرانيا بقيادة نجمها اندري شفتشنكو في دورة التصفية، علماً بأنها تقدمت على فرنسا 2-صفر قبل ان تخسر امامها 2-3 ودياً على ملعب فرنسا. وكانت سلوفينيا قاب قوسين او ادنى من تحقيق الفوز لولا تراخي اللاعبين في الدقائق الاخيرة من المباراة وتراجعهم الى الدفاع ما فسح في المجال امام اليوغوسلاف لرفع ضغطهم وهز شباك الحارس دابانوفيتش ثلاث مرات كانت كافية لادراك التعادل. وبدأ مسلسل الاهداف عندما حول زاهوفيتش برأسه كرة عرضية الى الشباك اليوغوسلافية معلنة الهدف الاول 23. واندفعت يوغوسلافيا في الشوط الثاني بحثاً عن التعادل، لكن سلوفينيا كان لها رأي آخر واضافت الهدف الثاني بواسطة بافلين من ضربة رأسية رائعة اثر ركلة حرة جانبية نفذها زاهوفيتش فعانقت الكرة الشباك من دون ان يحرك لها كرالي ساكنا 52. واضاف زاهوفيتش هدفه الشخصي الثاني والثالث لمنتخب بلاده بعد خطأ فادح لميهايلوفيتش الذي حاول تمرير الكرة الى ديوكيتش فقدمها على طبق من ذهب الى زاهوفيتش الذي لم يجد صعوبة في ايداع الكرة داخل المرمى 57. وهو الهدف ال23 لزاهوفيتش في 47 مباراة دولية، وتصدر قائمة هدافي البطولة الى جانب ميلوسيفيتش برصيد هدفين. ومع طرد ميهايلوفيتش، ازدادت حماسة اليوغوسلاف وكثرت هجماتهم، وجاء الهدف الاول من ضربة رأسية لميياتوفيتش كانت الكرة في طريقها الى خارج الملعب فاعادها ديكيتش برفعها فوق الحارس دابانوفيتش فنزلت امام ميلوسيفيتش الذي اودعها بسهولة داخل الشباك 67. وارتفعت معنويات لاعبي يوغوسلافيا ولم يتأخروا في اضافة الهدف الثاني بعد تمريرة عرضية لميياتوفيتش الى درولوفيتش الذي سددها بقوة من 11 متراً مباشرة داخل الشباك 70، قبل ان يقوم اللاعب ذاته بمجهود فردي رائع من الجهة اليمنى انهاه بتمريرة عرضية زاحفة تابعها ميلوسيفيتش داخل المرمى 73. المباراة في سطور المباراة: يوغوسلافيا - سلوفينيا 3-3 ضمن المجموعة الثالثة. الملعب: شارلروا. المتفرجون: 20 الف متفرج. الحكم: فيتور مانويل ميلو بيريرا البرتغال. الاهداف: يوغوسلافيا: ميلوسيفيتش 67 و73 ودرولوفيتش 70. سلوفينيا: زاهوفيتش 23 و57 وبافلين 52. الانذارات: يوغوسلافيا: ميهايلوفيتش 54. سلوفينيا: ميلانيتش 13. الطرد: ميهايلوفيتش 59. التشكيلتان: يوغوسلافيا: كرالي- لوديتش وديوكيتش وميهايلوفيتش- ستانكوفيتش ستويكوفيتش ويوكانوفيتش ودرولوفيتش ويوغوفيتش ونادي- ميياتوفيتش كيزمان وكوفاسيفيتش ميلوسيفيتش. سلوفينيا: دابانوفيتش- كاريتش اوستريتش وميلينوفيتش وميلانيتش وغاليتش- نوفاك وتشيه وزاهوفيتش وبافلين بافلوفيتش- رودونيا ويودوفيتش اسيموفيتش. تصريحات سريكو كاتانيتش مدرب سلوفينيا: "كنت مرتاحاً بتقدمنا 3-صفر. بدأنا المباراة جيداً، وبالتأكيد من المؤسف ان تتلقى شباكنا 3 اهداف بعد طرد ميهايلوفيتش. انه مشكّل الخبرة، ومنتخبي تنقصه الخبرة، وبسبب ذلك نجحت يوغوسلافيا في ادراك التعادل. جئنا الى هنا للعب كرة قدم مفتوحة، واعتقد ان اللاعبين طبقوا التعليمات. بالنسبة الى النروج، التي فاجأني فوزها على اسبانيا، هي المرشحة لتصدر المجموعة". فويادين بوسكوف مدرب يوغوسلافيا: "المباراة الاولى في اي بطولة تكون دائماً صعبة، وهكذا كانت الحال في مباراة اليوم. لم نبدأها جيداً. لم افهم كيف استيقظ اللاعبون، لكن فجأة بدأنا نلعب بطريقة جيدة وتقدمنا نحو مرمى سلوفينيا ونجحنا في ادراك التعادل، بل الاكثر من ذلك اعتقدت انه بامكاننا الفوز. لكن اخذاً في الاعتبار ظروف المباراة فان التعادل كان جيداً". زلاتكو زاهوفيتش نجم سلوفينيا: "مرتاح شخصياً بتسجيلي هدفين، ومرتاح للطريقة التي لعب بها منتخب بلادنا. حلمنا لمدة ساعة ولعبنا بأكثر من مئة في المئة من امكاناتنا ومع ذلك دفعنا الثمن". دراغان ستويكوفيتش لاعب وسط يوغوسلافيا: "هل دخولي في الدقيقة 35 كان له تأثير على عودتنا الى اجواء المباراة وادراك التعادل؟... اسمح لنفسي ان اصدق ذلك. كانت مباراة رائعة بالنسبة الى المتفرجين والعالم باسره. ادراك التعادل ضد سلوفينيا لم يكن مسألة شرف فقط، بل كان بالتأكيد مهماً على المستوى الرياضي. كان شعوراً رائعاً ملاقاة لاعبين كثر لعبوا معي في منتخبات يوغوسلافيا للناشئين والشباب".