تمسك رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بائتلاف حكومي موسع يضم "شاس"، عندما قرر منح المفاوضات الجارية مع الحزب فرصة اخرى تمتد حتى الاحد المقبل. وفي المقابل، ابدى زعماء الحزب مزيداً من التشدد من خلال مقاطعة اجتماع المجلس الوزاري المصغر وتأكيد العزم على تشكيل "معارضة عنيدة" وفتح اتصالات مع زعيم تكتل ليكود ارييل شارون الذي طمأن زعيمهم ايلي يشاي الى ان التكتل لن يوافق على المشاركة في حكومة وحدة وطنية. ولإحكام الحصار على باراك، باشرت المعارضة الاسرائيلية، ممثلة بليكود، حشد قواها من اجل تشكيل "قوة حزبية مانعة" للحيلولة دون نجاح رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف ضيق مع الاحزاب الصغيرة. ولم تكن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين قرب واشنطن أفضل حالاً من اوضاع الائتلاف الحكومي، اذ شكا مفاوضون فلسطينيون من ان جلسة أمس "لم تبدأ بداية موفقة" وانهم لم يلمسوا جدية لدى الطرف الاسرائيلي... حتى في موضوع الانسحاب الثالث من الضفة الغربية. وساد اعتقاد بأن اسرائيل "تسعى الى تعطيل المحادثات والدفع الى قمة ثلاثية تضم الرئيسين ياسر عرفات وبيل كلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي من اجل ممارسة ضغوط على الجانب الفلسطيني للقبول بحلول وسط". ويبدو ان فكرة القمة الثلاثية ليست الوحيدة المتداولة، اذ اعلن النائب العربي في الكنيست صالح طريف انه حمل الى القاهرة امس اقتراحاً من باراك لعقد قمة رباعية تضم الرئيس حسني مبارك الى كلينتون وعرفات وباراك، لكن وزير الخارجية المصري عمرو موسى أعلن رفض بلاده المشاركة في مثل هذه القمة. في غضون ذلك، من المقرر ان يجري الرئيس الفلسطيني محادثات مع الرئيس الاميركي في واشنطن اليوم. ويؤكد المسؤولون الأميركيون ان نتيجة هذه المحادثات ستحدد هل يدعو كلينتون الى قمة بين عرفات وباراك على غرار قمة كامب ديفيد التي أدت الى معاهدة سلام بين مصر واسرائيل أم لا.