كانت خسارة اسبانيا المصنفة اولى اوروبياً وانكلترا العريقة امام النروج والبرتغال صفر-1 و2-3 على التوالي، وتعثر المانيا حاملة اللقب امام رومانيا 1-1 ابرز عناوين الجولة الاولى من بطولة الامم الاوروبية. وستأخذ المباراة المرتقبة بين انكلترا والمانيا بعد غد في شارلروا بعداً دراماتيكياً لان الخاسر سيودع البطولة علماً انهما يتنافسان ايضاً على استضافة مونديال 2006، وسيلعبان ضمن المجموعة ذاتها في التصفيات الاوروبية المؤهلة لكأس العالم 2002 المقررة في اليابان وكوريا الجنوبية. اما اسبانيا التي سيطرت انديتها على المسابقات الاوروبية الموسم الفائت فانها لم تقدم المستوى المطلوب وسقطت منطقياً امام منتخب نروجي شجاع. لكن الجولة الاولى سلطت الضوء ايضاً على السهولة البالغة التي فازت بها فرنسا بطلة العالم على الدنمارك بثلاثة اهداف ما يجعلها مرشحة فوق العادة لاحراز اللقب الاوروبي للمرة الثانية وتصبح اول منتخب ينجح في ان يتوج بطلاً للعالم ثم لاوروبا. كما سلطت الاضواء ايضاً وعلى قوة شكيمة المنتخب البرتغالي الذي نجح بفضل ذلك في قلب تخلفه امام انكلترا بهدفين الى فوز 3-2 في نهاية المباراة معتمدة على الفنانين روي كوستا ولويس فيغو. في المقابل، كان المستوى الفني جيداً نسبياً والاندفاع سمة معظم المنتخبات ولم يكن غريباً ان يطرد ثلاثة لاعبين في 8 مباريات هم السويدي باتريك اندرسون، واليوغوسلافي سينيسا ميهايلوفيتش، والتشيكي رادوسلاف لاتال. وسيبقى هدف فيغو في مرمى انكلترا احد اجمل اهداف البطولة حتى الان في الذاكرة طويلاً، وقد قيست سرعته ب113 كلم في الساعة. وكان فيغو وعد الجمهور قبل انطلاق البطولة انه سيقدم مستوى رائعاً ليعوض خيبة موسمه السيىء مع برشلونة، فلم يخيب الظن. وابدى مدرب منتخب اسبانيا خوسيه انطونيو كاماتشو تخوفاً من مباراته الاولى ضد النروج، فصدق حدسه لان فريقه سقط امام المنتخب الاسكندنافي بهدف مقابل لا شيء ليتكرر سيناريو مونديال فرنسا 98 عندما خسرت اسبانيا مباراتها الافتتاحية ايضاً امام نيجيريا 2-3، ثم ودعت البطولة من دورها الاول. وكانت خسارة اسبانيا منطقية ذلك لان افضل لاعب فيها وهو المهاجم راوول غونزاليز كان غائباً تماماً، وبدا يتيماً من دون زميله في ريال مدريد فرناند موريانتيس الذي لم يشأ كاماتشو اختياره ضمن اللائحة الرسمية. وكانت مباراة يوغوسلافيا العائدة الى النهائيات للمرة الاولى منذ 16 عاماً وجارتها سلوفينيا التي استقلت عنها عام 1991 "مجنونة فعلاً". فبعد ان تقدم المنتخب السلوفيني بثلاثة اهداف، طرد مدافع يوغوسلافيا الشهير سينيسا ميهايلوفيتش فظن الجميع ان سلوفينيا ستستغل النقص العددي لتسجيل المزيد من الاهداف او على الاقل المحافظة على النتيجة الكبيرة، بيد ان يوغوسلافيا صدمت منافستها عندما نجحت في تسجيل ثلاثة اهداف منها هدفان للاحتياطي سافو ميلوسيفيتش مدركة التعادل بطريقة دراماتيكية وذلك في مدى ست دقائق. وكادت المفاجأة تأتي من تشيخيا وصيفة البطولة الاخيرة التي احرجت هولندا المضيفة كثيراً وتفوقت عليها ميدانياً وحرمها القائم والعارضة من هدفين اكيدين، بيد ان الحظ لم يكن الى جانبها بل حليف المنتخب "البرتقالي" الذي حصل على ركلة جزاء قبل نهاية المباراة بدقيقتين لينتزع فوزاً صعباً. وقطعت الدولة المضيفة الثانية، بلجيكا، الخطوة الاولى نحو النهائيات بفوزها في مباراتها الاولى على السويد 2-1، والحال تنطبق على المنتخب الايطالي الفائز على تركيا بالنتيجة ذاتها.