انقرة - أ ف ب - تخوض تركيا البلد المسلم الذي يطبق قوانين أقرب الى قوانين الدول العلمانية للمرة الاولى حملة ديبلوماسية بهدف تولي الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي. فبعد ان ركزت جهودها على ترشيحها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، أحد اهدافها الرئيسية في سياستها الخارجية، تسعى انقرة لتحسين علاقاتها مع الدول الاسلامية والعربية التي تنتقدها بشدة لعلاقاتها الجيدة مع اسرائيل، خصوصا بعدما بلغت ذروتها بتوقيع اتفاق عسكري في 1996. اما انقرة، فعبرت باستمرار عن تحفظاتها عن تطبيق قرارات منظمة المؤتمر الاسلامي مؤكدة أنها لن تحترمها طالما انها لا تتلاءم مع دستورها الاقرب الى دساتير الانظمة العلمانية. وتأمل انقرة في تعزيز علاقاتها في اطار المنظمة التي تضم 56 عضواً واسست في 1969 خلال اجتماع وزراء خارجية المنظمة في كوالالمبور من 27 الى 30 حزيران يونيو الذي يفترض ان يتم الاتفاق خلاله على تعيين امين عام جديد. وقال المرشح التركي للمنصب يشار ياكيش 62 عاما "نحن متفائلون لأننا حصلنا على دعم كبير". واضاف ياكيش الذي كان سفيرا لتركيا لدى مصر والسعودية "نريد ان نؤكد للدول الاسلامية اننا لن ندير لها ظهرنا الان ونحن على طريق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي". واعتبرت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي مرشحة رسميا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي في كانون الاول ديسمبر الماضي. واضاف ياكيش ان "بلدا يشكل المسلمون 90 في المئة من سكانه لا يمكنه ان يتجاهل هويته الاسلامية. نريد ان نثبت ان الاسلام والعلمانية يمكن ان يتعايشا". ورفض ياكيش الحجة التي تقوم على ان العلاقات الجيدة التي تقيمها انقرة مع الدولة العبرية لا بد ان تنعكس سلبا على ترشيحها. قائلاً: "الحديث عن علاقاتنا مع اسرائيل مبالغ فيه ولدينا اتفاقات عسكرية مماثلة مع تسع دول عربية". وما زال السفراء العرب في انقرة ينظرون الى هذه المسألة بتحفظ. واكد سفير طلب عدم كشف هويته "اقدر الجهود الاخيرة لانقرة من اجل تحسين علاقاتها مع الدول العربية. لن ننظر ابدا بشكل ايجابي الى علاقات تركيا مع اسرائيل طالما ان عملية السلام تتأرجح واسرائيل تواصل احتلال الاراضي العربية". وقال ياكيش ان تركيا يمكن ان تنشط منظمة المؤتمر الاسلامي وتفيدها من تجربتها في المنظمات الغربية التي تنتمي اليها وان تشكل جسرا لزيادة التعاون بين منظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي. وقام ياكيش أخيراً بجولة في الدول الكبرى في منظمة المؤتمر الاسلامي من بينها مصر والسعودية وماليزيا من اجل الدفاع عن ترشيحه. يذكر ان الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، تنتقل دوريا بين المجموعات الثلاث التي تضمها المنظمة - الدول الآسيوية والعربية والافريقية - ويفترض ان تتولى المنصب الان المجموعة الآسيوية التي تنتمي اليها تركيا. وتقليديا، يفترض ان ينتخب الامين العام بالتوافق وان يقبل البلد الذي يتمتع بأكبر تأييد في مجموعته. وقال ياكيش ان "تسعة من اصل 17 بلدا في المجموعة الآسيوية، ابلغتنا دعمها وباضافة تركيا نكون قد حققنا بذلك غالبية". يذكر ان المرشحين الاخرين لخلافة المغربي عزالدين العراقي هما وزير الخارجية المغربي السابق عبدالواحد بلقزيز ورئيس برلمان بنغلادش همايون شودري. وإذا لم يتم التوصل الى اتفاق في اجتماع وزراء الخارجية، يتم انتخاب الامين العام في اجتماع وزاري آخر في نيويورك في ايلول سبتمبر المقبل او خلال قمة رؤساء دول المنظمة في الدوحة في تشرين الثاني نوفمبر.