أكد رؤوف دنكطاش رئيس "جمهورية قبرص" التركية التي لا تعترف بها سوى أنقرة ان لديه تطمينات بأن الاتحاد الأوروبي سيرفض عضوية نيقوسيا إذا تم نشر صواريخ ورادارات روسية على الأراضي القبرصية. وقال دنكطاش في حديث الى "الحياة" ان مخاطر الرادارات تتعدى قبرص الى منطقة حلف الاطلسي، وأضاف ان هذا لن يكون مقبولاً. وهاجم سورية مدافعاً عن التحالف التركي - الاسرائيلي. وهنا نص الحديث: قلت إنك واثق بأن القبارصة اليونانيين لن ينشروا الصواريخ الروسية في الجزيرة، وانهم اعطوا تطمينات الى أكثر من طرف بأنهم لن يفعلوا ذلك، أي من اعطوا هذه الوعود ومن أبلغك بها؟ - كل من تكلمت معه من ديبلوماسيين اميركيين وبريطانيين وأوروبيين، قال لي انه حذر الرئيس غلافكوس كليريديس من نشر الصواريخ. وقال ديبلوماسي أوروبي إنه أبلغ كليريديس صراحة انه في حال نشر الصواريخ عليه ان ينسى كلياً الطلب الذي قدمه لانضمام قبرص الى الاتحاد الأوروبي. تهدد بعواقب وخيمة في حال نشرت الصواريخ. هل تتحدث عن اندلاع حرب بين تركيا واليونان؟ - لا، انما اذا نشرت الصواريخ فإن عملية المفاوضات ستتوقف لأن الصواريخ تتنافى مع تسوية قائمة على التفاوض. لكنك قلت ان العواقب لن تنحصر في قبرص. - مثل هذا التطور يشكل تحدياً لجميع المعنيين في المنطقة، لأن الرادارات الروسية ستتغلب على أي رادار في المنطقة، أميركياً كان أو بريطانياً، وبالتالي فإن المشكلة لن تقتصر على قبرص أو تركيا. انها مشكلة للدول الأخرى التي اعتقد انها بدأت تدرك ذلك. قلت مهدداً انه في حال أصبحت نيقوسيا عضواً في الاتحاد الأوروبي سيعني ذلك حدوث تكامل مع اليونان، وقلت انك ستتخذ اجراءات في هذه الحال فهل تقصد ان الرد في التكامل مع تركيا؟ - أعني اننا سنرد بالتكامل مع تركيا، وهو لا يعني ان تتخذ تركيا خطوة الضم الرسمي لشمال قبرص، بل إزالة العقبات البيروقراطية بيننا وبين تركيا، مثل الجمارك. نحن دولتان مستقلتان، والقبرصي التركي يُعامل كأجنبي في تركيا، عليه ان يسجل إقامته هناك. كل هذا ستتم إزالته، بمعنى ان اليونانيين سيتمكنون من الإقامة في قبرص، وسيحدث الشيء نفسه بيننا وبين تركيا. هناك مخاوف من صراع عسكري بين تركيا واليونان، ماذا لديك من ضمانات تركية، والى أي حد ترى هذه المخاوف في محلها؟ - ليس لدى تركيا أية نية للدخول في صراع عسكري مع اليونان، ولكن في حال اساءت اليونان التصرف، ستلقى الرد المناسب. تحرك تركيا قوات على الحدود مع سورية، والوضع متأزم بين البلدين. في رأيك ما مدى جدية تركيا في عزمها على خوض مواجهة عسكرية مع سورية؟ - لا أدري. سورية لا تتصرف كصديق لتركيا، وهي تساعد الارهابيين وتدربهم، وستطرح دائماً موضوع المياه. لكنني لا أعتقد ان البلدين على عتبة حرب. استبعد ذلك. تقول دائماً ان الدولة التي أعلنتها في شمال قبرص ذات طابع اسلامي. - مئة في المئة، فالسكان مسلمون، وطابعها اسلامي، ونشيّد المزيد من المساجد لنظهر أنها دولة اسلامية. الى أي مدى إذاً تشعر بالإحراج إزاء علاقتك بالتحالف التركي - الاسرائيلي كأمر واقع، نظراً الى عضوية العلاقة بينك وبين تركيا؟ - السياسة الخارجية لتركيا ذات أفق واسع، فتركيا عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي، وهي دولة اسلامية وتبحث عن مصلحتها في هذا الأفق الواسع. فمن حقها ان تكون طرفاً في أي تحالف وفي اتفاق مع أي طرف تشاء. وجميع الذين يوجهون اليها الاتهامات اليوم بسبب تحالفها ينسون ان مصر هي أول دولة وقعت اتفاقاً مع اسرائيل. نتحدث عن علاقة عسكرية وطيدة بين تركيا واسرائيل. - المسألة ليست مسألة علاقة عسكرية أو غير عسكرية. العلاقة مع اسرائيل لا تشكل تحالفاً ضد أي طرف. لكن منظمة المؤتمر الاسلامي تبنت موقفاً واضحاً في معارضتها العلاقة العسكرية بين تركيا واسرائيل. - إنهم في المنظمة يتخذون ذلك ذريعة للكلام ضد تركيا لسبب أو لآخر. وأوضحت تركيا ان هذه العلاقة ليست ضد أية دولة اسلامية، وبالتالي الامعان في هذا خطأ، أكرر ان مصر فعلت ذلك، والأردن ايضاً توصل الى اتفاق مع اسرائيل، منظمة التحرير الفلسطينية تسعى الى اتفاق مع اسرائيل واتفاق تركيا مع اسرائيل سيساعد الفلسطينيين كي يصبحوا أصدقاء أفضل مع اسرائيل. كيف؟ - تتحدثين عن علاقة عسكرية، وهي ليست كذلك. العلاقة بين تركيا واسرائيل هدفها تطوير وتدريب الطيارين ورفع مستوى كفاءة الطائرات التركية، وليس في المنطقة سوى اسرائيل يمكنها تقديم ذلك. عودة الى موضوع قبرص، ما مصير فكرة الكونفيديرالية في حال تم التكامل بين اليونان والقبارصة اليونانيين من جهة وبين تركيا وبين القبارصة الاتراك من جهة أخرى؟ - مثل هذا التطور لا يتنافى مع الكونفيديرالية، فإذا أراد القبارصة اليونانيون توحيد قبرص كجزيرة قبرصية - تركية في المستقبل، فإن الكونفيديرالية هي الطريق، وإذا أرادوا التمسك بحجتهم انهم الحكومة الوحيدة في الجزيرة كلها، فليبقوا كما هم. ثم نبقى كما نحن: استمرار دولة "الجمهورية التركية لشمال قبرص"