أثمرت الضغوط الاميركية في اعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى مائدة المفاوضات، إلا أنها لم تقنع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك اللذين عقدا لقاءين خلال أقل من أربع وعشرين ساعة بالخروج معاً، والاعلان عن ذلك في مؤتمر صحافي مشترك كان من المتوقع عقده في فندق غراند بارك حيث حصلت القمة الثانية. وتعقد في شرم الشيخ اليوم قمة ثلاثية بين الرئيس حسني مبارك وعرفات وباراك. وأعلن المبعوث الاميركي الخاص للعملية السلمية دنيس روس في كلمة قصيرة جدا "باسم عرفات وباراك" أن المفاوضات بين الجانبين ستستأنف "بشكل مكثف في واشنطن بعد العيد" الاضحى الذي يصادف السادس عشر من الجاري. وستستأنف المفاوضات على مستوى الطواقم الفنية بمشاركة مندوبين من وزارة الخارجية الاميركية بصورة مكثفة على مدى شهرين ونصف الشهر. وقال روس ان المفاوضات المكثفة في واشنطن ستركز على التوصل الى اتفاق اطار "في أسرع وقت ممكن ليتمكن الطرفان من ابرام اتفاق بحلول الثالث عشر من شهر أيلول سبتمبر المقبل". ويعتبر لقاء عرفات - باراك، بحضور روس في رام الله، اللقاء الرسمي العلني الاول لهما في هذه المدينة، خصوصاً أنه تم الاعلان عنه مسبقاً، ما حمل المراقبين على رفع حجم توقعاتهم بإمكان توقيع "اتفاق جديد" يضاف الى الاتفاقات السابقة. وأكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" في اعقاب الاجتماع أن باراك تعهد تنفيذ الانسحاب الثالث من المرحلة الثانية من اعادة الانتشار بنسبة 1،6 في المئة خلال اليومين المقبلين. وكانت المفاوضات بين الجانبين توقفت قبل شهر بسبب رفض اسرائيل أن يشمل الانسحاب قرى فلسطينية محيطة بالقدس. وقالت المصادر ذاتها إن عملية اعادة الانتشار ستشمل بلدات العبيدية قرب بيت لحم وبيرزيت وبيتونيا قرب رام الله حيث سيتم نقل هذه المناطق الى السيطرة الفلسطينية الكاملة. ومن المقرر ان تعقد قمة ثلاثية فللسطينية - مصرية - إسرائيلية بحضور روس في شرم الشيخ اليوم الخميس. وقال مصدر ديبلوماسي ل"الحياة" إنه تم الاتفاق على موعد لقاء القمة الثلاثي خلال اتصالات مكثفة أجراها مبارك مع عرفات وباراك رافقتها جهود اميركية بهذا الشأن. وأعلن ليفي في تصريحات صحافية في أعقاب اللقاء أنه تم الاتفاق على التوصل الى "اتفاق اطار" بحلول أيار مايو المقبل على أن تنفذ اسرائيل المرحلة الثالثة والاخيرة من اعادة الانتشار بعد شهر واحد من التوصل الى هذا الاتفاق أي في حزيران يونيو المقبل. ونفى ليفي بشدة ان تشمل ال1،6 في المئة أي قرية قريبة من القدس. وقال إن عرفات طالب بادخال بعض التعديلات على خرائط اعادة الانتشار وان باراك سيعرضها على الحكومة. وأضاف ان الايام المقبلة ستشهد سلسلة "من خطوات حسن النية" من بينها فتح الممر الامن الشمالي، واطلاق سراح بعض الاسرى الفلسطينيين وفق المعايير الاسرائيلية وتسليم السلطة الفلسطينية استحقاقاتها المالية التي تدين اسرائيل لها بها. وجاءت قمة "غراند بارك" بعد مرور ساعات على لقاء مفاجئ بين عرفات وباراك في مكان قريب من تل أبيب حضره رئيس المجلس التشريعي أحمد قريع ووزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي. وسربت مصادر اسرائيلية مجموعة من "الاقتراحات" الاسرائيلية عرضها باراك على عرفات في هذا اللقاء لم تختلف عما ورد في تصريحات ليفي المذكورة أعلاه وصفها رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات "الحل النهائي" ياسر عبدربه بأنها "قديمة"، مؤكداً أن ما يسميه الاسرائيليون "خطوات حسن نية" تندرج ضمن استحقاقات الاتفاقات الانتقالية التي تماطل اسرائيل في تنفيذها.