} أفادت مصادر حكومية سودانية انها تلقت معلومات تفيد ان واشنطن تعتزم اتباع سياسة "الحوار البنّاء" بدل المواجهة الحالية من السودان. جاء ذلك لدى وصول المبعوث الاميركي الى السودان هاري جونستون الى الخرطوم حيث اجتمع مع وزير العدل علي محمد عثمان ياسين. الخرطوم، القاهرة "الحياة" رحب وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل امس، بزيارة المبعوث الاميركي الى السودان هاري جونستون وقال ان المبعوث سيكمل المهمة التي بدأها في السودان في شباط فبراير الماضي من اجل التوصل الى تفاهم بين الخرطوموواشنطن في شأن مسألة السلام وحقوق الانسان والديموقراطية. واعرب عن امله في ان تشكّل الزيارة "خطوة الى الامام في مجال تطبيع العلاقات بين البلدين". واعلن في الخرطوم ان الحكومة السودانية تلقت معلومات تفيد ان الادارة الاميركية اختارت تبني وجهة النظر الداعية الى تغيير سياسة المواجهة الحالية الى سياسة "الحوار البنّاء"، بعد اتجاه الخرطوم نحو الانفتاح السياسي والمصالحة مع المعارضة، والتخلي عن دعم المجموعات الارهابية وتحسين علاقاتها مع جيرانها. ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية في وزارة الخارجية السودانية ان يكون لتقرير هاري جونستون عن زيارته الاولى دور في تقوية التيار الداعي الى الحوار مع الخرطوم في الادارة الاميركية. ويضم هذا التيار مجموعة من الديبلوماسيين المحترفين في وزارة الخارجية الاميركية على رأسهم وكيل وزارة الخارجية توماس بيكرينغ. ولم تستبعد المصادر ان يكون للحوار الاوروبي مع الخرطوم دور في تغيير السياسة الاميركية. وقالت ان اولى ثمار هذه السياسة قرار اميركي باعادة فتح السفارة الاميركية في الخرطوم وعودة السفير الاميركي من نيروبي على مراحل تنفذ خلال الفترة المقبلة. وكان مسؤول حكومي بارز اشاد بالزيارة السابقة للمبعوث الاميركي ونتائجها. وقال ان جونستون "نقل صورة اقرب الى الواقع عن السودان الى حكومته، وتمكن من اقناع المسؤولين في الادارة الاميركية برفع الحظر عن قطع غيار قاطرات النقل حتى تساهم في نقل الاغاثة الى جنوب السودان". وفي القاهرة، أبلغت مصادر في تجمع المعارضة السودانية في القاهرة "الحياة" بأنها تلقت تأكيدات من جونستون بأنه سيدعو الى اجتماع مشترك لأطراف المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا إيغاد في النصف الثاني من الشهر الجاري أثناء اجتماعات شركاء "إيغاد" في أوسلو. وقال الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديموقراطي المعارض السيد فاروق أبو عيسى أن المبعوث الاميركي "استمع الى شرح لموقف التجمع تمثل في التزامه بالحل السياسي الشامل للأزمة السودانية. وأوضح أبو عيسى أن لجنة مبادرات الحل السياسي الشامل في التجمع أكدت لجونستون ان "إجراءات تهيئة المناخ هي الحل الوحيد للشروع في مفاوضات الحل السياسي بين طرفي النزاع".