دخلت الازمة السودانية امس في منحى جديد بعد موافقة الخرطوم على الحوار مع المبعوث الاميركي هاري جونستون استجابة لنصيحة القاهرة بأن اغلاق الباب امام الحوار مع واشنطن ليس في صالح الجهود المبذولة لايجاد حل سياسي للازمة وإنهاء الحرب الدائرة في جنوب السودان وشرقه. والتقى سفير السودان لدى مصر أحمد عبدالحليم في مقر السفارة المبعوث الاميركي واطلعه على الخطوات التي اتخذتها بلاده لتحقيق الوفاق الوطني في السودان وترسيخ التعددية السياسية والممارسة الديموقراطية، ورغم وجود وزير خارجية السودان مصطفى عثمان اسماعيل في العاصمة المصرية الا انه فضّل ان يكون اللقاء على مستوى السفير مما جعله استطلاعياً للموقف الاميركي من الازمة واهداف جونستون الذي تتعامل معه الخرطوم بحذر لقناعتها بتحيزه لصالح الحركة الشعبية لتحرير السودان. ولوحظ ان تصريحات وزير الخارجية المصري عمرو موسى والمبعوث الاميركي في اعقاب لقائهما كشفت عن اختلاف في المواقف بخصوص علاج المشكلة السودانية رغم حرصهما على التحلي بالديبلوماسية. وامتنع المبعوث عن الاجابة على اسئلة الصحافيين في مقر وزارة الخارجية، مكتفياً بقراءة بيان معد سلفاً.