أجرى المبعوث الاميركي الخاص الى السودان هاري جونستون محادثات في لندن مع مسؤولين بريطانيين وشخصيات سودانية، ركزت على التحرك الاميركي المقبل في شأن احلال السلام في السودان في ضوء الخلافات الجديدة في ساحتي الحكم السوداني والمعارضة. وقالت مصادر شاركت في هذه المشاورات ل"الحياة" ان المبعوث الخاص للرئيس بيل كلينتون سيختتم زيارته للعاصمة البريطانية اليوم. وأوضحت ان المبعوث سيجول ايضاً على النروج التي تشارك في رئاسة مجموعة الشركاء الغربيين للهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد التي ترعى وساطة بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين وكينيا التي ترأس هذه الوساطة. وتلقت "الحياة" معلومات افادت ان المبعوث في صدد اعداد اقتراحاته في شأن التوجه الاميركي ازاء عملية السلام. ودعمت واشنطن بشدة مبادرة "ايغاد" وأعربت عن رفضها المبادرة المصرية - الليبية. لكن المصادر لم تستبعد ان يحدث تعديل في الموقف الاميركي بناء على توصيات جونستون، لجهة استيعاب تشعب الخريطة السودانية في الأشهر الأخيرة وبروز عقبات امام المبادرتين العربية والافريقية تحول دون جعل اي منهما منبراً مقنعاً لحل النزاع. وترفض المبادرة المصرية - الليبية قبول مبدأ تقرير المصير للجنوب الذي تجمع عليه القوى السودانية، فيما تهمل مبادرة "ايغاد" قوى المعارضة الشمالية ولا تتعامل معها. وقالت المصادر ان جونستون ابدى انزعاجاً من تزايد مشاكل تجمع المعارضة السودانية، وتفهماً للتحفظات عن مبادرة "ايغاد". واجتمع جونستون في لندن مع قياديين جنوبيين وناشطين. وعلمت "الحياة" ان بين من التقاهم جونستون الأمين العام للتجمع مبارك المهدي ونائب الرئيس السابق جوزيف لاغو والوزير السابق الدكتور امين مكي مدني والقيادي الاتحادي الدكتور جلال يوسف الدقير ورجل الأعمال انيس حجار. ولم تبق امام جونستون فترة طويلة لانجاز مهمته في ظل قرب انتهاء ولاية كلينتون، لكن المصادر قالت انه اعرب عن أمله في القيام بعمل لجهة تحقيق السلام في السودان خلال العام الجاري.